بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 21 يوليو 2015

أسطورة الخلق البابلية: إنوما إيليش


رقم إنوما إيليش
اكتشف هذه الأسطورة الرحالة وعالم الآثار وخبير الكتابة المسمارية البريطاني أوستن هنري لايارد عام 1849 في مكتبة أشوربانيبال في نينوى بالقرب من الموصل في العراق. سُطرت هذه الملحمة على سبعة رقم من الآجر باللغة البابلية القديمة، وعلى كل رقم سطر بين 115 و 170 سطراً من الكتابات المسمارية.

وهذه الملحمة هي من أهم مصادر فهم تصوّر بابل للعالم المرتكزة على عظمة مردوخ (الإله الرئيس في بابل) وخلق الإنسان لخدمة الآلهة، وهي تهدف بالدرجة الأولى لتعظيم هذا الإله وبدرجة أقل لأمور كهنية.
معركة مردوخ والتنين

والنسخة التي وجدت في المكتبة المذكورة تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، ولكن النص يعود إلى العصر البرونزي (بين الألفية الرابعة والألفية الثانية قبل الميلاد) وعصر حمورابي (القرن الثامن عشر قبل الميلاد).

كانت النصوص تستخدم في الطقوس الاحتفالية مثل عيد أكيتو أو السنة البابلية الجديدة. والتي تقص خلق العالم وانتصار مردوخ على تيامات وكيفية وصوله إلى مرتبة ملك الآلهة. يلي ذلك ذكر أسماء مردوخ الخمسين. وأولى الرقم تبدأ بالأبيات الآتية:

عندما لم يكن للسماء العلوية اسم
ولم يكن للأرض التي تحتها اسم بعد
وأبسو البدائي الذي أنجبهما
والشواش المسمى تيامات أمهما
واختلطت مياههما معاً
ولم يتشكل أي حقل أو سبخة بعد
ولم يكن أي من الآلهة قد وجد بعد.
مردوخ محطماً تيامات

أما أبسو وتيامات فهما أول الآلهة. أبسو يمثل المياه العذبة، وتيامات تمثل المحيطات. ولدت بعد ذلك آلهة عدة، مثل إيا وأخوته الذين يسكنون في جسم تيامات الكبير. تثير هذه الآلهة ضجة كبيرة تزعج كل من أبسو وتيامات. ويهم أبسو بقتلهم ولكن تيامات لا تقبل بذلك، وتحذر إيا من نوايا أبسو، مما يجعله يستخدم قوته السحرية للإيقاع بأبسو وقتله وليصبح بعد ذلك كبير الآلهة. ويتزوج إيا من دامكينا وينجبان مردوخ، الذي يبقى أكبر من نفسه. ويُوهَب مردوخ الريح ليلعب بها، ويستعملها لصنع عواصف ترابية وزوابع. مما يعكر صفو تيامات والآلهة التي تسكن جسدها وتمنعها من النوم. وتقنع هذه الآلهة تيامات أن تنتقم لزوجها أبسو. ويقوم مردوخ بإقناع آلهة أخرى أن تكون في صفه في معركته ضد تيامات. وبالفعل يتغلب على تيامات ويشطر جسدها إلى قسمين، يصنع السماء من أحدهما والأرض من القسم الآخر. وبعد ذلك يصنع مردوخ التقويم وينظم الكواكب والنجوم، وحركة القمر والشمس وينظم الطقس. بعد ذلك يقتل مردوخ زوج تيامات الثاني كنغو ويستعمل دمه لخلق البشر لتأدية الطاعة للآلهة. وهنا يظهر مردوخ أعظم من إنليل التي كانت تعتبر ملكة الآلهة في حضارات ما بين الرافدين.
تعتبر هذه الملحمة أصل قصة الخلق اليهودية ولكثير من الأساطير الكنعانية وأساطير ما بين الرافدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق