بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 1 أكتوبر 2017

منع الحمل...المساواة!

تعرّف المنظمة العالمية للصحة منع الحمل بأنه "أي مساعد أو مكون أو طريقة أو إجرائية تزيد في احتمال تفادي الحمل". وطرق منع الحمل أو تفاديه المستخدمة اليوم هي الواقي أو المثبط الهرموني (حبوب منع الحمل) أو اللولب الذي يغلق طريق المبيض وغير ذلك من طرق تعيق أو تمنع لقاء البويضة بالحيوان المنوي. أسباب الرغبة في منع الحمل عديدة، منها لأسباب عدم زيادة السكان في منطقة أو دولة، ومنها عدم الرغبة بالإنجاب لأسباب شخصية/حياتية أو أسباب صحيّة أو غير هذا.

عرفت مجتمعات كثيرة منع الحمل منذ فترات بعيدة. أكثرها شهرة مصر الفرعونية. فقد عُثر على وصفات "طبية" تعود لأيام أخناتون تصف فيها أن ذلك يكون بمزج ثمر الأكاسيا (الصمغ العربي) المهروس جيداً مع التمر والعسل، ومن ثم صنع ضمادات من هذا المزيج وإدخالها في المهبل لفترة ما ليبقى ما علق بهذه الضمادات من المزيج في جدار المهبل وهو ما سيخفف من احتمال الحمل. وهو أمر يفسره الطب الحديث بكون مثل هذا المزيج يدوم فترة من الزمن وهو جاذب للحيوانات المنوية مما يخفف من احتمال التقائها مع بويضة ووقوع الحمل. وهذه الوصفة كانت تستخدم من قبل من لم يكنّ يردن الحمل لأسبابهن الخاصة، ومن بينهن خصوصاً بنات الهوى اللاتي كان الحمل سيعيقهن عن كسب عيشهن.

وحبوب منع الحمل الأكثر استخداماً اليوم، وبالرغم من كل التقدم الطبي، فهي تشكل آلاماً ومضايقات لنسبة كبيرة من الإناث أقلها تعكر المزاج وصداع وغير ذلك. لذا أخذت حركة نسائية في الغرب بمقاومة تناول حبوب منع الحمل والدعوة إلى طرق أخرى لا تكون المرأة فيها الضحية الأولى. من بين هذه الطرق موانع حمل تعطي للرجال تشابة حبوب منع الحمل التي تستخدمها النساء، ولكن هذا الطريق لا يزال طويلاً فيما يبدو قبل أن يقدم البحث العملي نتيجة موثوقة. 

طرق أخرى تستخدم فيها الجراحة لدى أحد الطرفين بما يمنع الحمل. ومن بين هذه العملية الجراحية التي تجري للرجل لسد أقنية نقل الحيوانات المنوية. ولكن الذكور عموماً لا يقبلون ذلك خوفاً من إمكانية عدم الإنجاب لاحقاً، بالرغم من الأطباء يؤكدون أن هذه العملية يمكن عكسها والعودة إلى الوضع الطبيعي بنسبة نجاح لا تقل عن 80%،... ولكن هذا لا يبدو مقنعاً للذكور، إذ لم يقبل حتى الآن سوى 14% من الصينين الذكور بهذه العملية الجراحية و 13% في الولايات المتحدة و 21% في بريطانيا، أما في دول أخرى مثل فرنسا فلم يقبل بها إلا قلة قليلة من الذكور، فكثيرون يقرنون هذا بالخصاء... بالرغم من اكتظاظ الأرض التي لن تستطيع الاستمرار بالتزايد السكاني.


لا تزال طريق المساواة بين الرجل والمرأة، من حيث الحقوق والواجبات، طويلة جداً، وهي لا تتعلق بالمناصب والوظائف والرواتب والاشتغال بالسياسة الخ،... وإنما في أمور أبسط من ذلك بكثير، ولكن لهذه ارتباطات بثقافات ذكورية سادت لقرون وقرون، فكيف السبيل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق