بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 22 أكتوبر 2017

بيئة - أخبار ثقب الأوزون

منذ ثلاثين عاما، وبالتحديد في ١٦ ايلول ١٩٨٧، اتفقت دول العالم على ما يسمى "اتفاقية مونتريال" التي تهدف الى التوقف عن استعمال بعض المواد التي تؤدي الى تراجع طبقة الأوزون الستراتوسفيرية (طبقة الجو الثانية وهي على ارتفاع يتراوح بين 12 و 50 كم وسطياً عن سطح الأرض) التي تحمي الأرض من الاشعة فوق البنفسجية. وأدى تنفيذ هذه الاتفاقية من قبل الدول إلى بداية تراجع ثقب الأوزون وانخفاض الأثر الضار على الإنسان للأشعة فوق البنفسجية.

يعزى نجاح تنفيذ هده الاتفاقية الى توفّر الحقائق العلمية الدامغة التي تؤكد ازدياد ثقب الأوزون وآثار الأشعة فوق البنفسجية التي تصل سطح الأرض على الحياة، إضافه الى توفّر المواد البديلة للمواد المخربة لطبقة الأوزون التي تأكد تأثيرها آنذاك. وأخيراً الدعم المادي الذي وفّرته بعض الدول، ومن ورائها الشركات المصنّعة للمواد البديلة لمساعدة الدول النامية للتخلص من المواد الضارّة.

لكن ما هو حالة طبقة الاوزون حالياً؟

يراقب العلماء هذه الطبقة باستمرار. وبالرغم من أن الوضع مستّقر إلا أنهم بدؤوا بإرسال إشارات تدّل على أن الخطورة قد تعود مجددا وتؤدي الى توسع ثقب الأوزون نتيجة استعمال مواد كيميائية بكميات كبيرة، لم يتم استبدالها ضمن إطار الاتفاقية، وإمكانية وصولها إلى طبقات الجو العليا.

أحد هذه المركبات الكيميائيه هو دي كلورو الميتان الذي يستعمل كثيراً في الصناعات الدوائية والدهانات والإكترونيات والبلاستيك (ب ف س) وتنظيف الملابس وغيرها. حيث تراجع وجوده في الطبقات العليا للجو خلال الفترة بين ١٩٩٠ و٢٠٠٠، إلا أن ظهوره عاد وازداد مؤخراً بنسبة ٦٠٪. كان يعتقد سابقاً أن هذه المادة لا يمكن أن تطلق الى الهواء نتيجة لارتفاع أسعارها وسميّتها العالية وإمكانية استعادتها واستعمالها مجدداً.

يعتقد العلماء أن المصادر الرئيسة الجديدة لهذه المادة هي منطقة شرق آسيا حيث حدث تطورٌ ملحوظ في الإنتاج الصناعي وبالتالي استعمال هذه المادة. وبما أن الإجرءات والقوانين البيئية ضعيفة في هذه المنطقة فإن هناك احتمال كبير في أن تشكل هذه المنطقهة المصدر الرئيس حالياً لهذا المرّكب الكيميائي. ويضيف العلماء أن هذه المادة يمكن أن تنتقل من  هذه المنطقة  بفعل الكتل الهوائية إلى  المناطق المدارية حيث يتم نقلها الى طبقات الجو العليا.

وإذا تحققت هذه الافتراضات فسيكون على أصحاب القرار على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية أن يسارعوا إلى اتخاذ قرار بالتوقف عن استعمال هذه المواد واستبدالها قبل ان يبدأ تأثيرها على طبقة الأوزون في طبقات الجو العليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق