بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 أكتوبر 2017

إذا تعرضت لنوبة قلبية... يرجى إيقاف هذه "الزعبرة"!

انتشرت على الإنترنت منذ مدة رسالة بعنوان "إذا كان لديك دقيقتان فاقرأ ما يلي"...مفادها أنه إذا شعرت بنوبة قلبية دلائلها ضيق في الصدر يمتد شيئاً فشيئاً نحو الذراع والخدّ، فليس أمامك سوى وقت قصير للقيام بشيء ما وهو طبعاً قد لا يكون كافياً لطلب ووصول الإسعاف. وهذا الوقت  قد لا يكون أكثر من عشر ثوان من بدء لحظة شعورك بالوهن والدخول في غيبوبة. وتقول الرسالة بأن عليك في هذه الحالة أن تقوم مباشرة بالسعال والتنفس الشديدين إلى أن يأتيك الإسعاف أو تتوقف النوبة القلبية وتنجو من الموت الذي كان محتماً.

الرسالة مقنعة في بعض جوانبها، وإن كانت تتضمن بعض التناقضاات المنطقية، ولكن ليس هدف هذه الورقة الخوض في ذلك. وهذه الرسالة في الواقع ليست إلا رسالة متناقلة دون التمحيص فيها، ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على انتشارها على نحو واسع! وليس فيما نعرف من ممارسات طبية أن رأينا طبيباً، حقيقياً أو في السينما، يطلب من مريض تعرّض لنوبة قلبية بأن يسعل بكل ما أوتي من قوة وأن يتم إنقاذه بهذا السعال. فالنوبة القلبية هي نتيجة عدم وصول الدم إلى القلب بالقدر المعتاد نتيجة خثرة في الدم تعيق تدفقه باتجاه القلب أو منه، وليس للسعال أن يُبعد الخثرة التي هي بحاجة إلى تمييع أو انتزاع أو توسيع للشرايين. 

وعند البحث في الإنترنت على ما قد يكون تفسيراً للسعال المنصوح به كانت النتيجة الأولى، وبدون البحث والتمحيص في عديد المواقع، بأنه، بحسب مؤسسة القلب البريطانية، لا يوجد أي دليل طبي على أن السعال يمكن أن يساعد من يتعرض لنوبة قلبية، وأن الشيء الذي يجب فعله هو استدعاء الإسعاف، أو الذهاب إلى مستشفى إن كنت بقربه وكنت بصحبة أحد قادر على إيصالك إليه...


مرة أخرى نؤكد أن الإنترنت تغص بالصالح والطالح، وفيها تجد الشيء ونقيضه على أنهما مؤكدان، لذا يجب التمحيص في كل خبر أو معلومة قبل قبولها، والرجوع إلى مواقع مرجعية تعود ملكيتها لجهة معروفة بجديتها... وأسوأ ما في الأمر هو مساعدة مواقع ووسائط التواصل الاجتماعي على نشر مقولات أو أخبار فيها قدر من المعقولية فتجري مشاركتها ويترسخ الاعتقاد بصحتها والأمر غير ذلك تماماً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق