بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 8 مايو 2015

المذنّبات... من جُلمود أم من جليد!



مسارا مذنبي هالي وإكيا-زانغ باللون الأزرق

كلنا يسمع بالمذنبات والنيازك ويظن أنها أجسام صلدة من معادن كونية ثقيلة ولكن الأمر غير ذلك تماماً.
فالمذنبات comet هي أجسام صغيرة (بالمقارنة مع الكواكب والنجوم طبعاً) مؤلفة من نواة من الجليد والغبار قد تدور حول نجم ما في مسارات محددة. ومساراتها إهليلجية (الإهليلج هو دائرة ضغطت في نقطتين متقابلتين، ليصبح له مركزا دوران بدلاً من مركز واحد كما هو الحال في الدائرة)، مما يجعلها تقترب في لحظة ما من النجم الذي تدور حوله، وهذا ما يعرّضها للريح النجمية وضغط الإشعاع والجاذبية.
الذيل الغازي (الأزرق) والذيل الغباري (البنفسجي)
وعندما تقترب هذه المذنبات في المجموعة الشمسية من الأرض بما يكفي، يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وفي النهار أحياناً. وقد تكون مثيرة جداً للانتباه أحياناً.
يتألف المذنب من ثلاثة أجزاء هي: النواة والغلاف الجوي أو الهالة والأذناب.  والنواة نصفها من الجليد ونصفها الآخر من مواد كوكبية تسمى "طين الثلج المتسخ". نصف قطر النواة يتراوح بين مئات الأمتار وعشرات الكيلومترات. أما الغلاف أو الهالة فهي كروية إلى حد ما تتألف من جسيمات حيادية وغاز وغبار. يتراوح قطرها بين 50 ألف و 250 ألف كيلومتر، وتبلغ أحياناً أكثر من ذلك بكثير لتصل إلى ملايين الكيلومترات. هذه الطبقة تعرف أيضاً باسم رأس المذنب. أما الأذناب، فهي في العادة اثنان مرئيان: ذنب غازي ضيق معاكس للشمس. وذنب آخر أوسع مؤلف من غبار يندفع بتأثير ضغط الإشعاع الشمسي. الأذناب ذات أبعاد هائلة، يتراوح بعضها بين 30 و 80 مليون كيلومتر.

المجموعة الشمسية محاطة بحزام من المذنبات يسمى حزام كويبر Kuiper، يتألف مما تبقى من تشكل النظام الشمسي ومن كواكب صغيرة مثل بلوتو. حزام خارجي آخر من المذنبات يحيط بالمجموعة الشمسية وهو حزام أو غيمة أورت Oort. نصف قطره بين سنة وسنتين ضوئيتين، وهو يشكل الحدود القصوى للجاذبية الأرضية. مذنبات هذه الأحزمة هي مذنبات متجمدة، لا غلاف لها ولا أذيال.

حزام كويبر ومسارات بعض الكواكب ومنها بلوتو (المسار الأحمر)
من المذنبات المعروفة جداً مذنب هالي، الذي يبلغ في أكبر أبعاده 15 كيلومتراً، ويصل وزنه إلى 100 مليار طن، ويستغرق دورانه حول الشمس أكثر من 75 سنة. وهناك مذنبات تستغرق دورتها حول الشمس آلاف السنين.

غيمة أورت وبداخله حزام كويبر ونرى الشمس في المركز
عُرفت المذنبات منذ فجر التاريخ، وكانت تعتبر حتى القرن السادس عشر نذراً بكوارث قادمة أو هجمات من سكان الفضاء ضد الأرض. وربط البعض ظهورها بحدوث اضطرابات سياسية. ولكن تايكو براهي أثبت في القرن السادس عشر أن المذنبات هي خارج الغلاف الجوي للأرض وأن المذنب الكبير الذي راقبه عام 1577 هو أبعد عن الأرض على الأقل بأربع مرات من بعد القمر عنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق