بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 27 مايو 2015

تاريخ القهوة، حكايات وحقائق

تروي أسطورة إثيوبية أن مكتشف البن هو راعي غنم اسمه كالدي. لاحظ الراعي أن عنزاته تصبح مفعمة بالحيوية وتكتسب طاقة كبيرة بعد تناولها الثمرات الحمراء من شجيرة البن. جرب كالدي تناول الثمار بنفسه وتأكدت ملاحظته، فعرضها على راهب يعرفه. حمل الراهب ثمار الشجيرة معه إلى الدير وتناولها مع رفاقه الرهبان فقضوا الليل يقظين متنبهين.


وثمرة البن تشبه ثمرة الكرز يصبح لونها أحمر عندما تنضج وتوجد حبة البن في قلبها. وقد حُضِّر البن تاريخياً بطرق متنوعة فخُلِط مع دهن حيواني لتشكيل وجبة خفيفة وخُمٍّر لب الثمرة لصنع مشروب يشبه النبيذ ولم يبدأ تحميص حبوب البن حتى القرن الثالث عشر وتعتبر هذه الخطوة أول خطوات صنع القهوة بالطريقة التي نعرفها اليوم.



انتشر البن في الدولة الإسلامية، وبدأت زراعته في القرن الرابع عشر في اليمن حيث شكل المناخ والتربة الخصبة ظروفاً مثالية لزراعة محاصيل غنية من البن. والعرب هم أول من بدأ بتجارة البن، وقد سيطروا على هذه التجارة لفترة طويلة عن طريق الاكتفاء بتصدير حبوب البن المحمصة أو المغلية بحيث تكون غير قابلة للزراعة، انتهى هذا الاحتكار لأسواق البن بعد نشوء الامبراطورية العثمانية. وتقول اسطورة هندية أن نبات البن لم يكن موجوداً خارج إفريقيا وشبه الجزيرة العربية حتى القرن السابع عشر حينما غادر الحاج الهندي بابا بودان مكة حاملاً حبات بن خصبة مربوطة بعصابة حول بطنه، وكانت هذه الحبات بداية لإنتاج بن جديد ومنافس!



 في بدايات القرن السابع عشر بدأ الهولنديون بزراعة البن في سيريلانكا ثم سيلان فجافا. وبدأ الفرنسيون بزراعة البن في الكاريبي تبعهم في ذلك الاسبان في أمريكا الوسطى ثم البرتغاليون في البرازيل. ونشأت مقاهي (بيوت قهوة) في إيطاليا ثم في فرنسا تمتعت بشعبية واسعة. وصلت نبتة البن إلى أمريكا في منتصف القرن الثامن عشر، ولم تحصل القهوة على شعبية حقيقة في أمريكا حتى نهايات القرن الثامن عشر، وازداد استهلاك القهوة أثناء الحرب الأهلية والصراعات التي تبعتها، حيث اعتمد الجنود على الكافيين الموجود فيها من أجل منحهم دفعة من الطاقة. وفي نهايات القرن التاسع عشر أصبحت القهوة سلعة عالمية هامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق