بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 11 مايو 2015

من وضع النقاط على الحروف؟

كُتِبَت المصاحف في صدر الإسلام بأحرف مجردة عن علامات الشكل والنقط، وأول من تصدى لوضع الحركات الإعرابية هو أبو الأسود الدؤلي المتوفى سنة ٦٩هـ وذلك بعد أن سمع من يلحن بالقراءة (لحن في كلامه لحناً: أخطأ الإعراب وخالف وجه الصواب في النحو) فقام بإضافة التشكيل المنقط وجعل الفتحة نقطة فوق الحرف والضمة نقطة إلى جانبه والكسرة نقطة تحته والتنوين نقطتين فتحاً أو ضماً أو كسراً. وكان أبو الأسود الدؤلي قد أخذ أصول النحو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
الآيات ٨٦-٨٧ من سورة الأعراف مكتوبة دون تشكيل أو تنقيط
القرن السابع الميلادي


أما التنقيط الذي نعرفه اليوم فقد عمل به اثنان من تلامذة أبي الأسود الدؤلي هما يحيى بن يعمر العدواني ونصر بن عاصم الليثي، كلفهما بذلك الحجاج بن يوسف الثقفي بأمر من عبد الملك بن مروان الذي خاف على سلامة اللغة من العجمة وخاف اللبس في قراءة المصاحف. وقام الرجلان بوضع النقاط على الحروف في عملية أطلق عليها اسم الإعجام (والإعجام في اللغة الإقحام)، وذلك للتمييز بين الحروف المتشابهة في الرسم، فصار لكل حرف صورة تميّزه عن صورة غيره من الحروف، كما هو المتعارف في كتابتنا اليوم. وقد اعتمدا في البداية للتمييز بين نقاط الإعجام ونقاط الحركات اختلاف اللّون، فاستعملوا ثلاثة ألوان، لوناً للكتابة، ولوناً للنقط التي تميز الحروف ولوناً للنقط التي ترمز إلى الحركات.



ثم قام الخليل بن أحمد الفراهيدي (توفي عام ١٧٠هـ) مؤسس علم العروض وأستاذ عالم والنحو الصرف سيبويه، بتطوير علم التشكيل فابتدع أشكالَ الحركات، لتمييزها عن نقاط الحروف وجعل لكلِّ حركة حرفاً صغيراً بدل النقط، فوضع للضمة واواً صغيرة، وللكسرة ياءً صغيرة تحت الحرف، وللفتحة ألفاً مائلة فوق الحرف. كما أضاف التنوين والشدة والسكون، وانتقلت طريقة تشكيل الفراهيدي إلى عصرنا هذا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق