بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 28 مايو 2015

الجني الأسمر، حكاية اسكتلندية



يشكل الجن السمر أو البراوني (brownie) الإسكتلندي، صنفاً من الكائنات متمايزاً في عاداته وهيئته عن أصناف الجن الأشرار وغريبي الأطوار. فهو هزيل الجسم وشعره أشعث ومظهره وحشي.


يتوارى جن البراوني في وضح النهار في حفر بعيدة في البيوت القديمة، حيث يطيب له السكن. وفي الليل يعمل ويكد للقيام بالمهام الشاقة التي يعتقد أنها تفيد الأسرة التي نذر نفسه لخدمتها. ولكن البراوني لا يكدح على أمل الحصول على مكافأة أو تعويض عن جهوده. بل على العكس تماماً، فهو حساس جداً تجاه مسألة ارتباطه مع الأسرة حيث يقيم، لدرجة أن عرض أي مكافأة عن عمله، وخاصة الطعام، فإن هذا سيؤدي إلى تركه الأسرة قطعاً والاختفاء إلى الأبد. 

يُحكى أن جنياً أسمر كان يسكن مع أسرة بوردر، التي انقرضت الآن وفي أحد الأيام فاجأ سيدةَ المنزل مخاضُ ولادة غير متوقع. ولم يبد الخادم الذي كُلّف بالذهاب إلى مدينة جيدنبرغ لإحضار القابلة الاهتمام اللازم، فانسل الجني الأسمر في معطف ضخم خاص بخدم البيت، وامتطى أفضل جياد اللورد قاصداً البلدة، وبعد فترة قصيرة عاد بصحبة القابلة بالرغم من ارتفاع المياه في مجرى النهر إلى درجة خطيرة، ولم يكن أمامه بدٌ من خوض التيار وخلفه القابلة التي كانت ترتعد خوفاً، وبعد جهد جهيد وصلا بأمان إلى البيت حيث كانت السيدة بوردر بانتظار القابلة وبأمس الحاجة لها.


وبعد أن أعاد الجني الأسمر الحصان إلى مربطه، ذهب إلى غرفة الخادم الذي كان ما يزال يعقد شريط حذائه، فأوسعه ضرباً بسوط الخيل الذي كان بيد الخادم.

كان اللورد سعيداً جداً بما فعله الجني، فرغب في مكافأته تعبيراً عن امتنانه. وعرف اللورد أن الجني كان قد عبَّر عن رغبته في الحصول على معطف أخضر، فأمر بخياطة معطف خاص بلون أخضر وتركه في مكان إقامة الجني. أخذ الجني المعطف، ولكن لم يره أحد منذ ذلك الحين. يمكن أن نفترض أنه ربما سئم عمله المنزلي المجهد فذهب بمعطفه الجديد ليعيش مع أقرانه من الجن.



مترجمة عن كتاب "حكايا شعبية اسكتلندية"، لمؤلفه جورج دوغلاس، منشورة على الرابط:
http://www.sacred-texts.com/neu/celt/sfft/sfft50.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق