بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 مايو 2015

تبريد الطعام، تاريخه وآثاره

كان الناس قبل القرن التاسع عشر يعتمدون في حفظ الطعام على الجليد والثلج وكانوا على مدى قرون طويلة يحفظون الطعام ويخزنونه في أقبية أو تحت الماء في البحيرات القريبة أو الآبار أو السواقي وكان معظم الطعام المخزن ينتج محلياً. ولكن هذه الطرق لم تكن كافية لحماية الأطعمة من التلف، وكانت الإصابات بالبكتريا منتشرة، ولم يكن غريباً أن يموت البعض بسبب الطعام الفاسد خاصة خلال الصيف. ولهذا كان الناس يعتمدون على التمليح والتتبيل والتدخين والتخليل والتجفيف.

قام الصينيون القدامى بجمع الجليد وتخزينه، وكان الإغريقيون والرومان يضعون كميات كبيرة من الثلج في حفر للتخزين يغطونها بمواد عازلة. وبدأ تبريد المشروبات يصبح رائجاً في أوروبا وبشكل خاص في إيطاليا واسبانيا وفرنسا بحلول القرن السابع العشر. وبدأ بهذا الوقت استخدام (ملح بيتر) أو (الملح الصيني - نترات البوتاسيوم) المذوب في الماء للتبريد حيث اكتشف أن مزج هذا الملح بالماء يسبب انخفاضاً كبيراً بدرجات الحرارة. ومع نهاية القرن السابع عشر، كانت المشروبات المجمدة والعصائر المثلجة رائجة في المجتمع الفرنسي.

في نهاية القرن الثامن عشر بدأ شحن الجليد تجارياً وكان لكل من الأمريكيين Frederick Tudor وNathaniel Wyeth الفضل في تحويل هذه التجارة إلى تجارة رابحة ومنتشرة، فقد قام الأول بتطوير تقنيات العزل وتمكن من تخفيض فواقد الذوبان بشكل كبير واهتم بشحن الثلج إلى المناطق الاستوائية، أما الثاني فقد قام بتطوير طريقة سريعة ورخيصة لتقطيع ألواح الجليد مسرعاً بذلك تخزينها ونقلها. وازدهرت هذه التجارة بشكل كبير وأصبح الجليد أكثر توفراً في العالم، وبدأ يستخدم كوسيط للتبريد.

وفي بدايات القرن العشرين استخدمت تقنيات التبريد التي تعتمد على غاز الأمونيا والفريون و أصبحت الثلاجات التي تستخدم هذه التقنية أجهزة يمكن الاعتماد عليها من أجل حفظ وتخزين الطعام. وأدى ذلك إلى تغيير في العادات الغذائية والوجبات حيث أصبح بإمكان الناس تناول الأطعمة الطازجة على مدار العام بدل الاعتماد على الأجهزة المعلبة والمعالجة في الشتاء. وتنوعت الأطعمة المتاحة في المتاجر حيث أصبحت هذه تقدم أطعمة منتجة محلياً إلى جانب أطعمة أخرى مستوردة قادمة من أماكن بعيدة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق