بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 20 يونيو 2016

حياة رواد الفضاء اليومية على متن محطتهم



في يوم السبت 18 حزيران لعام 2016 هبطت كبسولة الفضاء سيويوز معيدة إلى الأرض ثلاثة رواد: الروسي لوري مالنتشنكو والأمريكي تيم كوبرا والبريطاني تيم بيك (وهو أول رائد فضاء بريطاني لمدة طويلة). هبطت الكبسولة بهم قرب مدينة ديزقازخان في كازاخستان بعد أن أمضوا ستة أشهر في الفضاء. استغرقت رحلة العودة ثلاث ساعات. وبقي في المحطة رائدان روسيان وآخر أمريكي. وستحمل مركبة النقل سيويوز بين الأرض والمحطة الفضائية في شهر تموز القادم ثلاثة رواد: روسي وأمريكية وياباني.
رائد الفضاء الإنكليزيتيم بيك
وبالرغم من تعبير رواد الفضاء عن إعجابهم برحلتهم في الفضاء ومرأى الأرض بلونها الأزرق، البعيدة القريبة، فإن الحياة في الفضاء لا تخلو من متاعب وخصوصيات تختلف عن تلك على الأرض. فجسم الإنسان يتأثر سلبياً بسبب الإقامة في منطقة بلا جاذبية، حيث تفقد العضلات جزءاً من مرونتها وقدرتها كما أن العظام تتأثر إذا تبدأ بفقدان شيء من كثافتها. لذا فعلى رواد الفضاء أن يقوموا بتمارين رياضية يومياً لمدة ساعتين ونصف للتخفيف من صعوبة العودة إلى الأرض وللحفاظ عن قدر من الرشاقة بما يسمح لهم من أداء أعمالهم في المحطة. وأعمالهم في المحطة كما أسلفنا تمتد من الأبحاث العلمية والصيانة داخل المحطة، وتركيب أجزاء جديدة عند الحاجة إلى ذلك.
وغير ذلك فهم بحاجة إلى النوم والراحة والطعام والاستحمام وأشياء أخرى كما في تفاصيل الحياة على الأرض، فكيف يفعلون ذلك؟ وهل حياتهم هي كما الحياة على سطح الأرض؟ 
 
Afficher l'image d'origine
رائدة الفضاء كارين نيبرغ تحاول غسيل شعرها!
فالنوم مثلاً يكون في غريفات صغيرة تتسع لشخص واحد، حيث يدخل رائد الفضاء فيما يشبه الكيس، ويمكنه أن ينام بأية وضعية، واقفاً أو مستلقياً فالأمر سيان، ولكن عليه أن يشد حزاماً حول نفسه حتى لا يتحرك جسده أثناء نومه في فراغ غريفته بسبب انعدام الوزن. أما الاستحمام فيكون باستعمال فوط مبللة وتمسيح الجلد بها على طريقة القطط. ولكن على أصحاب الشعر الطويل أن يعانوا من شعرهم المنكوش طول الوقت بسبب انعدام الجاذبية وميل الشعر في هذه الحالة للارتداد نحو الأعلى. أما تنظيف الأسنان فهذه قصة مختلفة يستعمل فيها الفرشاة والمعجون، وكما على سطح الأرض ولكن يجري بلع كل ما في الفم (كما يبين ذلك الفيديو) لأن إخراجه يجب أن يكون عبر أنبوب خاص مع وسائل شفط، وفي هذا استهلاك للطاقة وسبباً للإزعاج. ومع هذا فهناك صعوبة بالغة في تبليل فرشاة الأسنان بالمياه لأن قطرات المياه ستتحرك من تلقاء نفسها في جو المحطة، وهنا يجب الإسراع والإمساك بها ووضعها على الفرشاة المصنوعة من ألياف خاصة تمتص الماء. أما الطعام فهو محضر سلفاً بأكياس محكمة وبوجبات متنوعة ومتكاملة صحياً، ولكن لن يكون تناولها باستخدام الملاعق والشوك والسكاكين وإنما باليد أو بالامتصاص مباشرة كما هو حال السوائل. أما التخلص من فضلات الجسم فيكون عبر تجهيزات خاصة من أنابيب أو كرسي حمام خاص بالفضاء حيث يمكن لقطرات السوائل أن تتطاير في المحطة بلا رادع!

Afficher l'image d'origine
رائد فضاء كندي يعزف على غيتاره





بقي أن نقول إن الحياة في محطة الفضاء لا تمنع أيضاً من اللهو عبر التجول الممتع في أرجاء المحطة أو ممارسة بعض الألعاب أو القراءة أو التواصل مع الأهل والأصدقاء على سطح الأرض أو التحديق في الأرض نفسها. وكل من قام بهذه الرحلة يعبر عن توقه للقيام بالرحلة مرة ثانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق