لماذا شعر الرجال قصير وشعر النساء طويل؟ ولماذا شعر الرأس أطول من شعر
اليدين أو الساقين؟
فالشعر الطويل هو عصبة للرأس اعتمدها الرجال والنساء على مر التاريخ، ولكن
شعبية ذلك ومغزاه تغيرتا بحسب الثقافات والعصور. فلدى بعض الثقافات فإن المرأة
التي يصل شعرها إلى مستوى الرقبة لا يعتبر طويلاً، أما الرجال ممن لهم الشعر بهذا
الطول فيعتبر طويلاً. وطول الشعر يعتبر اجتماعياً إما قبولاً أو رفضاً للمجتمع
الذي نعيش فيه كما كان حال الهيبيّن في ستينيات القرن الماضي.
 |
| نساء صينيات يغسلن شعرهن بماء الرز لزيادة طوله بسرعة! |
أما تاريخياً فكان الشعر الطويل للجنسين أمراً عادياً. وكان قص الشعر عند
الرجال هو وفاء لنذر وليس لغير ذلك. وحول الشعر أساطير كثيرة
أشهرها شمشوم وشعره الطويل الذي كان سرّ قوته. كما أن بعض آلهة اليونان اشتهرت
بشعرها الطويل مثل زيوس وبوزيدون. ولكن الإغريق هم من اعتمدوا الشعر القصير منذ
القرن الخامس قبل الميلاد. كما طلب قيصر روما يوليوس قص شعر رجال شعب الغال عندما
احتل بلادهم، فالشعر القصير هو دلالة تحضر! وأصبح الشعر القصير للرجال هو السائد في معظم الثقافات منذ القرن
التاسع عشر، خاصة سكان المدن. وإن كان الشعر الطويل في بعض الأحيان يترك تعبيراً
عن مقاومة أو رفض صامت للاحتلال مثل الإيرلنديين الذين كانوا تحت الاستعمال
الإنكليزي.
 |
| شعر الهنود الحمر الطويل علامتهم المميزة الدائمة |
أما بالنسبة للنساء، فقد اعتبرت معظم الثقافات عبر الزمن أن الشعر الطويل للمرأة يضفي عليها جمالاً وهو أحد تعابير الأنوثة. ولم تُعرف المرأة تاريخياً بشعر قصير كما كان الأمر بالنسبة للرجال.
وغير هذا فقد كان شعر المرأة الطويل رمزاً للحالة الاجتماعية. فسيدة البيت الأولى في روما كانت تعقص شعرها من الخلف وتُعرف بذلك، وغير المتزوجة ترخي جدائلها والمرأة المتزوجة كانت تغطي شعرها بخمار في المدينة. وكانت الديانة المسيحية أول الأديان التي أعطت لشعر المرأة تعبيراً دينياً. وقاومت حركات الدفاع عن المرأة رمزية شعر المرأة، وطالبت في أن يكون للمرأة أن تختار ما تريد من طول وقصر شعرها، وكان تقصير الشعر استجابة لطلبات تلك الحركات وأحد تعابير استقلال المرأة، قبل أن يصبح أمراً مألوفاً منذ القرن العشرين.
أما في أفريقيا فقد اعتبر الشعر الطويل للمرأة دليلاً على العافية والقوة والخصوبة. والمرأة الصغيرة السن غالباً ما كانت تترك شعرهاً قصيراً تعبيراً عن عدم استعدادها للزواج بعد. وتاريخياً اعتبر قص شعر المرأة عمداً في الساحات العامة عقوبة إذلال لها، للإشارة إلى ذنب اقترفته، كما كان الحال مع النساء الفرنسيات اللاتي كانت لهن علاقات غرامية مع ضباط نازيين.
وغير هذا فقد كان شعر المرأة الطويل رمزاً للحالة الاجتماعية. فسيدة البيت الأولى في روما كانت تعقص شعرها من الخلف وتُعرف بذلك، وغير المتزوجة ترخي جدائلها والمرأة المتزوجة كانت تغطي شعرها بخمار في المدينة. وكانت الديانة المسيحية أول الأديان التي أعطت لشعر المرأة تعبيراً دينياً. وقاومت حركات الدفاع عن المرأة رمزية شعر المرأة، وطالبت في أن يكون للمرأة أن تختار ما تريد من طول وقصر شعرها، وكان تقصير الشعر استجابة لطلبات تلك الحركات وأحد تعابير استقلال المرأة، قبل أن يصبح أمراً مألوفاً منذ القرن العشرين.
أما في أفريقيا فقد اعتبر الشعر الطويل للمرأة دليلاً على العافية والقوة والخصوبة. والمرأة الصغيرة السن غالباً ما كانت تترك شعرهاً قصيراً تعبيراً عن عدم استعدادها للزواج بعد. وتاريخياً اعتبر قص شعر المرأة عمداً في الساحات العامة عقوبة إذلال لها، للإشارة إلى ذنب اقترفته، كما كان الحال مع النساء الفرنسيات اللاتي كانت لهن علاقات غرامية مع ضباط نازيين.
أما لماذا شعر الرأس أطول من شعر اليدين وغيرهما، فالمسألة مسألة عمر نموّ الشعر. فلشعر الرأس عمر نمو أطول من شعر اليدين. وشعر
كل منطقة من جسم الإنسان يمر بمرحلتين: مرحلة النمو، ومرحلة التوقف عن النمو والتساقط بعدها. فمدة
نمو شعر اليدين هي بالأسابيع بعدها يتوقف عن النمو، أما شعر الرأس فعمر نموه هو
بالأشهر، ويختلف عددها من شخص إلى آخر. وفي كل الأحول فإن الشعر لا يتزايد في الطول بأكثر من 0.35 ملم في اليوم، أي نحو 12 سم في السنة. وإن كان هذا أمر يتغير من شخص إلى آخر ومن فصل إلى فصل آخر.
بقي أن نقول إنه لمن حسن الحظ أن للشعر عمر نمو يتوقف بعده وإلا لكنا
تعثرنا في شعرنا ووقعنا في حبائله!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق