وهي محطة فضائية تشارك فيها ست عشرة دولة هي الولايات المتحدة وروسيا وإحدى
عشرة دولة أوروبية وكندا واليابان والبرازيل. هدفها إجراء الأبحاث الفضائية، خاصة
البيولوجية، وإن كان في البال دائماً الهم الأمريكي بالسفر مستقبلاً إلى المريخ،
حيث ستساعد مثل هذه الأبحاث في قضايا مثل ذلك السفر المحتمل.
تحلق
هذه المركبة على ارتفاع منخفض نسبياً، بين 400 كم و 350 كم عن سطح
الأرض. ويبلغ وزنها 400 طن، وتدور حول الأرض مرة كل ساعة ونصف تقريباً، أي
أنها
تدور حول الأرض نحو 16 دورة في اليوم. وسرعتها نحو 28 ألف كم في الساعة.
وهي سرعة ضرورية حتى تحافظ المحطة على ارتفاعها، وإلا فدونها السقوط نحو
الأرض والاحتراق. ويبلغ
طولها 110 أمتار وعرضها 74 متراً وارتفاعها 30 متراً. وهي خليط من بناءات
مختلفة، منها ما يعود إلى طراز المركبة الفضائية الروسية مير، ومنها ما
يعود إلى محطة سكايلاب
الأمريكية. وهي تتضمن 15 وحدة ذات ضغط داخلي مقابل للضغط الجوي على الأرض،
حجمها
الإجمالي قرابة 900 متر مكعب، منها 400 متر مكعب يمكن لرواد الفضاء التحرك
فيها. تعتمد هذه
المحطة على الطاقة الشمسة إلى حد كبير، لذا تبلغ مساحة لواقطها الشمسية
2500 متر
مربع تقدم نحو 110 كيلو واط من الكهرباء. بدأ العمل فيها منذ عام 1998 ومن
المتوقع
الانتهاء من بنائها في العام القادم 2017، بكلفة إجمالية تفوق 100 مليار
دولار.
محطة الفضاء الروسية ساليوت |
من المتوقع لهذه المحطة أن تستقبل ستة أو سبعة أشخاص كحد أقصى، وبإمكانهم
البقاء في المحطة لفترة تتراوح بين الثلاثة إلى ستة أشهر. لكل منهم وظيفة محددة،
تتراوح بين الصيانة والتركيب وإجراء الأبحاث. والأبحاث تتركز حالياً في مواضيع
البيولوجيا والمواد والفلك.
محطة الفضاء الأمريكية سكايلاب |
بداية هذه المحطة تعود إلى أيام الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي
والشرقي. فبعد أن تمكنت الولايات المتحدة من إنزال رجل على سطح القمر عام 1969 ولم
يقم السوفييت يومها بفعل مماثل ولكنهم توجهوا نحو السيطرة على الفضاء. بدأ ذلك
عبر محطة ساليوت (التحية) بهدف إرسال أشخاص إلى الفضاء لأطول مدة ممكنة وذلك في عام
1971. كان لهذه المحطة أن تستقبل ثلاثة رواد فضاء مع إمكانية بقاءهم في المحطة
لمدة ثلاثة أسابيع، والعربة التي كانت تؤمن النقل بين المحطة والأرض هي عربة سيوز.
وبعد ساليوت كانت هناك محطة أكثر طموحاً هي محطة مير. وقام الأمريكان ببناء محطة
سكيلاب (مخبر السماء) في عام 1973 وتخلوا عنها عام 1979. وأخذوا بعدها بالعمل على مشروع محطة باسم
فريدوم (الحرية) في أواخر ثمانينيات القرن الماضي. ولكن لصعوبات مالية لدى الأمريكيين
والروس، والاعتبارات سياسية سياقية، وقّع الروس والأمريكان اتفاقية مشتركة لإنشاء
محطة فضاء يستفيد منها الطرفان. وهكذا كان.
بقي
أن نقول إن بناء مثل هذه المحطات يتطلب التصدي لتحديات كثيرة، مثل الحفاظ
على السرعة وتأمين النقل بين المحطة والأرض، وحمل المحطة إلى الفضاء
والاتصال مع هذه
المحطة التي تتحرك بسرعة كبيرة، وحماية هذه العربة من الاصطدام بأي جسم
خارجي مهما
كان حجمه الذي يمكن أن يؤدي إلى تهديم المحطة، وكيف سيعيش العاملون في هذه
المحطة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق