بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 25 يونيو 2016

الحصان القنصل


شهد عهد الامبراطور الروماني الثالث كاليجولا المعروف باسم غايوس والذي حكم لمدة أربع سنوات من ٣٧ ق.م إلى ٤١ ق.م شدة وأعمالاً استبدادية.
كان كاليجولا ابن قائد عسكري عظيم وصل إلى العرش بعد التغلب على صراعات عائلية. مرض بعد وصوله إلى الحكم بسبعة أشهر مرضاً شديداً، ثم أظهر بعد شفائه قسوة واستبداداً شديدين. يرى البعض أن مرضه أصابه بالجنون، ولكن الكثير من الروايات المتعلقة به غير دقيقة ولا يمكن التوثق من صحتها.

تتعلق إحدى الروايات الشائعة عنه ـ والتي ذكرها المؤرخ سوتونيوس ـ بحصانه إنسيتاتوس الذي كان الامبراطور يحبه حباً شديداً، فجعل له مربطاً من الرخام ومعلفاً من العاج وطوقاً مرصعاً بالجواهر وأقطع له منزلاً. وذكر المؤرخ كاسيوس ديو أن الخدم كانوا يطعمونه شوفاناً مخلوطاً برقائق من الذهب. وتذهب الروايات إلى حد تقول فيه إن الامبراطور اعتزم تعيين حصانه قنصلاً غير أنه قتل قبل أن ينفذ أمره.

والواقع أن الكثير من المعلومات المسجلة عن كاليجولا ـ ومنها قصة الحصان ـ رواها مؤرخون جاؤوا بعد عهده بعقود، ويعتقد الكثير من المؤرخين المعاصرين أن هذه الروايات بنيت على شائعات وقصص ملفقة أو مبالغ فيها، فيما يرى مؤرخون آخرون أن كاليجولا ربما كان يقصد من وراء أعماله هذه ومنها تعيينه لحصانه قنصلاً إهانة النخبة وأعضاء مجلس الشيوخ فهو بتعيينه حصاناً في منصب رفيع كهذا كان يظهر استخفافه بمناصبهم وأدوارهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق