بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 29 يونيو 2016

إنكلترا، بريطانيا، المملكة المتحدة!!

تستخدم هذه الكلمات في كثير من الأحيان على أنها مكافئة لبعضها، وهو خطأ يقع فيه الكثيرون بمن فيهم أهل البيت أنفسهم. فما الفارق بين هذه الأسماء الثلاثة؟

إنكلترا هي الأصل تاريخياً، تشغل جزءاً من أكبر الجزر الموجودة في غرب وشمال أوروبا، تظهر باللون الأحمر في الخريطة. وهي مملكة في الأصل ضمت إليها ويلز في القرن الثالث عشر التي أصبحت من يومها مقاطعة منها. علمها رقعة مستطيلة بيضاء يتوسطها صليب بلون أحمر. وفي القرن الثامن عشر، وبالتحديد في عام 1707، انضمت مملكة اسكتلندا إلى مملكة إنكلترا لتشكيل المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى. وفي عام 1801 انضمت إليهما إيرلندا ليصبح اسمها المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا. وفي عام 1922 انفصلت إيرلندا الجنوبية عن المملكة التي أصبح اسمها من وقتها "مملكة بريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية" United Kingdom of Great Britain and Northern Ireland. وهي مجموع الأجزاء الملونة في الشكل.

لكل دولة من دول المملكة المتحدة عاصمتها واستقلال سياسي إلى حد ما يعبر عنه مجلس نوابها، إلا إنكلترا فمجلس نوابها هو ضمن مجلس العموم البريطاني للملكة المتحدة. عاصمة اسكتلندا هي أدنبرة، وعاصمة ويلز هي كارديف وعاصمة إيرلندا هي بلفاست. وعلم المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية هو علم إنكلترا الأصلي بعد أن أضيف إليه اللون الأزرق الأسكتلندي والخطوط القطرية بالأبيض والأحمر من أصول إيرلندية وأسكتلندية. 
 
مساحة المملكة المتحدة هي قرابة 247 ألف كيلومتر مربع ويزيد عدد سكانها عن 65 مليون نسمة، وناتجها المحلي الإجمالي قرابة 2.8 ترليون دولار محتلة بذلك المرتبة الخامسة عالمياً، كما أن الناتج الإجمالي المحلي للفرد بحسب القوة الشرائية يجعل البريطاني في المرتبة الثامنة عالمياً.

للملكة المتحدة تاريخ طويل وحافل، فهي الدولة الاستعمارية الأكبر في التاريخ، وكانت القوة الأكبر في القرن الثامن عشر، ولا تزال تحتفظ بجزء من المستعمرات الصغيرة المبعثرة في أرجاء العالم. وهي الدولة التي انطلقت منها الثورة الصناعية، ولها مساهمات كبيرة في العلم والأدب يعرفها العالم عبر أسماء مشهورة مثل شكسبير وديكنز ونيوتن وداروين وفليمنغ (مكتشف البنسلين) وتيورنغ (أكبر المساهمين في علم المعلوميات) وغيرهم من مشاهير كثر. وهي ذات نظام سياسي ديموقراطي عريق، ملكي برلماني. وهي قوة نووية وميزانيتها العسكرية هي السادسة عالمياً. وهي عضو دائم في مجلس الأمن ولها دور في كل المحافل العالمية. تميزت سياستها بالانحياز إلى الولايات المتحدة أكثر منها إلى السياسات الأوروبية.

بقي أن نقول إن المملكة المتحدة تركت الاتحاد الأوربي، وستكشف السنوات القادمة إن كان هذا لصالحها أو لصالح أوروبا أو لصالح كل منهما أو العكس تماماً. وإن حدث ذلك فهذا سيجعل مقولة إن "الاتحاد قوة" موضع تساؤل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق