بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 يناير 2017

حاجز العمر... 122 سنة!

من لا يحلم بحياة تدوم الدهر كله، ومن لا يحلم بالشباب الدائم؟ هذه بعض من أحلام الإنسان، تتكون لديه منذ بداية وعيه للحياة. طبعاً الشباب الدائم كان هو الحلم الأول. عبر عنه الإنسان في أساطيره، وأولها أسطورة جلجامش. وهو حلم ما انفك يراوده. ومع تقدم العلم وارتفاع العمر المأمول عند الولادة بمعدلات كبيرة، يعود حلم الحياة المديدة ليدغدغ الإنسان مرة ثانية وبقوة في العقود الأخيرة، خاصة مع تقدم علم الوراثة. ومع أن عدداً من الباحثين في علم الوراثة يؤكدون إمكانية إطالة الأعمار بالتأثير على المورثات، إلا أن آخرين يشككون في تلك الإمكانية، ولهم حجتهم في هذا المقام، ولكنهم يصمتون أحياناً لاعتبارات عديدة، من بينها المصالح الاقتصادية، ومن بينها أيضاً احتمال أن يأتي المستقبل بما لا يدركون الآن، فمن يعرف ماذا يخبئ المستقبل!

جان كالمان
ولكن دراسة ظهرت في مجلة "ناتشر" البريطانية، أجراها فريق من الباحثين الأمريكان على بيانات إحصائية مستمدة من 41 دولة. يبين تحليل هذه البيانات أن أطول حياة مسجلة حتى الآن تعود للفرنسية جان كالمان التي عاشت 122 عاماً (توفيت عام 1997)، ولم يتجاوز أحد هذا العمر بعد ذلك. ولا توجد حتى الآن أية وثيقة رسمية تؤكد أن شخصاً ما قد عاش لأكثر من ذلك، بالرغم من بعض الادعاءات هنا وهناك. وتقول هذه الدراسة بأن احتمال أن يعيش شخص ما لأكثر من 125 عاماً لا يتجاوز واحدا من عشرة آلاف، أي أنه احتمال ضئيل للغاية. كما تظهر هذه الدراسة تضاؤل فرص استدامة الحياة بعد عمر 100 سنة. كما تشير إلى أن العمر المأمول عند الولادة ارتفع على نحو كبير منذ القرن التاسع عشر في بعض الدول، وبلغ قرابة 82 سنة في الدول المتقدمة في تسعينيات القرن الماضي، ولكن تغيره كان هامشياً منذ ثلاثة عقود تقريباً.  

يؤكد الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة أن خلاصتهم ليست مبنية على بحوث وراثية وإنما على معطيات ديموغرافية يعود بعضها لأكثر من قرن. وهم بذلك يتركون باب الأمل مفتوحاً!

وأيا ما كان، فإن حلم العمر المديد، مثله مثل محاولة معرفة المستقبل، يبقى الحلم الأكبر لدى الإنسان. وهذا الحلم هو وراء صناعة هائلة في الولايات المتحدة، تقدر بأكثر من 50 مليار دولار. وهي صناعة تبيع الأعشاب والمنشطات "الطبيعية"، والفيتامينات والمنشطات الهرمونية، والعناية بالجلد والمظهر والتمارين الرياضية، وأشياء كثيرة أخرى لهثاً وراء سراب! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق