توماس مور هو سياسي ومشرّع ومؤرخ ومستشار للمملكة
الإنكليزية في القرن السادس عشر. ولد عام 1478 وتوفي عام 1535. شارك على نحو كبير
في تطوير أفكار زمانه، خاصة السياسية منها. سُمي في مناصب عديدة منها سفير فوق العادة
وقيّم على الخزينة ومستشار خاص للملك هنري الثامن، وتسلّم أعلى المناصب وهو منصب
"مستشار المملكة"، الذي هو بمثابة رئيس وزراء بريطانيا في أيامنا هذه،
ولكن مع الأخذ بالاعتبار أن نفوذ الملك كان أكبر بكثير مما هو عليه اليوم.
لوحة لتوماس مور عام 1527 |
استقال من منصبه هذا عام 1532، بعد إصرار
الملك هنري الثامن على إلغاء زواجه الأول (من كاترين داراغون) ليتمكن من الزواج
بامرأة أخرى، إذا كان هذا الملك يريد وريثاً للعرش. رفض البابا طلبه هذا، ولم يؤيد
توماس مور طلب الملك، كما أنه أدان تدخل الملك في قضايا الكنيسة، الذي نتج عنه
إقامة الكنيسة الأنغليكانية الإنكليزية التي لا تعترف بسلطة بابا روما منذ ذلك الوقت.
فتوماس مور هو رجل قانون وتشريع، ودين إلى حد ما، منعته معاييره من الموافقة على ما
بدر من الملك، وحين اضطر للتوقيع على رسالة موجهة للبابا حررها أرستقراطيو إنكلترا للمطالبة بإلغاء الزواج الأول،
فوقّع عليها مع جملة "بقدر ما يأذن به المسيح".
أدخله هذا الموقف في صدام مع الملك، فأحيل
للمحاكمة بتهم متعددة لم يثبت صحة أي منها، وسجن في برج لندن. عقدت محكمة رأسها
المستشار الجديد وكل من أب وأخ زوجة الملك الجديدة، وحكم عليه بالخيانة العظمى
لرفضه صلاحية مرسوم الوراثة الخاص بالزوجة باعتبارها ملكة. ورفض مور في المحكمة
الإجابة على الأسئلة الخاصة برئاسة الملك للكنيسة. وقبل أن تنطق المحكمة بحكمها
قال: "لا يمكن لأي حاكم زمني أن يكون الرئيس الروحي". مما اعتبر إمعاناً
في الجرم. وحكمت عليه المحكمة بالموت شنقاً، وأن تخرج أمعاؤه وتفسخ ساقاه (hanged,
drawn and quartered). ولكن الملك خفف
الحكم إلى الموت بقطع الرأس، وهذا ما جعل مور يقول "ليحمي الله أصدقائي من
مثل هذا العطاء".
بقي أن نقول إن لتوماس مور مؤلفاً يصف فيه
الدولة أو الجزيرة المثالية... كما أن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية اتجهت لاعتباره قديساً منذ منتصف القرن التاسع عشر وتم تكريسه قديساً بالفعل عام 1935... القديس توماس مور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق