بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 يناير 2017

الذكاء، ثابت أم متغير؟

تُعَرِّفُ كارول دويك Carol Dweck أستاذة علم النفس في كتابها دور نظريات الذات في التحفيز والشخصية والتطور الأشخاصَ الناجحين بأنهم الأشخاص الذين يُحِبّون التعلم ويبحثون عن التحديات ويُقَيِّمون الجهد ويصبرون أمام الصعوبات.

وتذكر دويك إن الطلبة نوعان: أولهما يعتقد أن الذكاء ثابت وأن الناس يولدون بكمية محددة من الذكاء. أما الثاني فهو يعتقد أن الذكاء متغير يمكن تنميته بالتعلم. وهي تتحدث في كتابها عن نتائج الأبحاث الكثيرة التي أثبتت أن النوع الأول من الطلبة أكثر عرضةً للفشل، فهؤلاء حريصون على عرض ذكائهم أمام الآخرين، وهم يتجنبون المواقف التي يمكن أن يظهر فيها فشلهم ويفضلون النجاحات السهلة. كما إن هؤلاء الطلبة يميلون للابتعاد عن فرص تعلم جديدة وهامة إذا شعروا أنها قد تتسبب بظهور ضعفهم أو ارتكابهم للأخطاء.
أما النوع الثاني من الطلبة الذين ينظرون إلى الذكاء على أنه صفة متغيرة يمكن تغذيتها وتنميتها بالتعلم، فهم لا يهتمون بعرض ذكائهم أمام الآخرين، بل هم شديدو الاهتمام بفرص يتعلمون فيها أشياء جديدة، وهم يتألقون أمام التحديات ويلقون بأنفسهم في المهام الصعبة ويصبرون على هذه المهام حتى إتمامها. إن الانغماس الكامل في مهام جديدة وبذل الجهد في سبيل إتقان مهارة ما هو ما يجعل هذا النوع من الطلبة يشعر بالذكاء.

وتقول دويك إن إغداق الثناء على صفة الذكاء عند الأطفال يؤدي إلى تغذية النظرة الثابتة للذكاء لديهم، والتي تجعلهم ينشغلون بإظهار ذكائهم ويكرهون التحديات ويصبحون أقل تأقلماً مع الصعوبات والأخطاء. والثناء المطلوب حسب اقتراحها هو الثناء على الجهد الذي يبذله الأطفال، فهذا يدفعهم إلى الاستمتاع بالتحديات والاستفادة من الأخطاء كطريق للإتقان وتفضيل التعلم على الظهور بمظهر الذكاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق