أو عيد الظهور أو
الإيبفانيا أو التيوفانيا وأسماء أخرى للإشارة إلى عيد مسيحي احتفاء بقدوم وتجسد
المسيح في العالم. يوم هذا العيد هو السادس من كانون الثاني، وبعض الكنائس تضعه في
ثاني يوم أحد بعد عيد الميلاد، أي أول يوم أحد يلي الأول من كانون الثاني. وهذا اليوم هو أيضاً يوم الميلاد بالنسبة لبعض الكنائس أشهرها الكنيسة الأرمنية. كان هذا
العيد هو العيد المسيحي الوحيد والكبير حتى القرن الرابع الميلادي.
وحدث أنه في هذا
اليوم جاء الملوك الحكماء من الشرق تقودهم النجوم باحثين عن يسوع المسيح الذي كان قد
ولد حديثاً في بيت لحم، وكذلك جرت أحداث هامة في هذا الوقت من السنة، منها الميلاد،
وسماع صوت الرب معلناً قدوم المسيح، وعمادته في نهر الأردن (الغطاس)، وكذلك أعراس
قانا التي حول فيها المسيح الماء خمراً بعد 31 سنة من الميلاد. لكن كنائس كثيرة
دمجت كل هذه الأحداث ببعضها وتركت أهمها المتمثل في بحث الملوك الحكماء عن يسوع المسيح
الطفل. ذلك أن للميلاد عيده الخاص به في الخامس والعشرين من كانون الأول.
وفحوى هذا العيد كما
ذكرت الأناجيل والتقاليد المسيحية هو الظهور العلني لابن الرب متجسداً في يسوع
المسيح، وهو ظهور على شكل طفل مولود في وقت محدد تاريخياً لدى قومه. وبعد أن التقى
المسيح بالأطفال والأهل، يستقبل العالم في كل تنوعه كما يتجسد ذلك في الملوك
الحكماء، وهم ليسوا بملوك حكام، وإنما هم ملوك عقلاء، وهم من بلاد مختلفة بعيدة،
ملوحاً بذلك ببعده العالمي وعدم محدوديته بمنطقته.
رقص شباب بلغتر في المياه المتجمدة |
بقي أن نقول إن هذا
العيد يحتفل فيه بطرق مختلفة بحسب البلاد، ففي أوروبا اللاتينية (إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، سويسرا...) مثلاً تصنع حلويات
خاصة بهذه المناسبة اسمها "رغيف الملوك". وفي بلغاريا يقدم الرجال رقصة
خاصة ترقص في المياه المتجمدة! وفي فنلندا كان الفقراء يقوم بجولة الإبيفانيا بين عيد
الميلاد وهذا اليوم، يطرقون خلالها أبواب البيوت لجمع ما يجود به الناس للمساعدة
على تمضية الشتاء. هذه الجولة لم تعد موجودة لعدم وجود فقراء، ولكن جمعيات إنسانية
تقوم بهذه الجولات لجمع مساعدات مختلفة! ... وكل عيد وأنتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق