بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 10 يناير 2017

درب التبانة... واحتمال اندماج نجمين عام 2022



درب التبانة هو اسم المجرة التي تضم المجموعة الشمسية التي نعيش فيها. وهي مجموعة من أكثر من مئتي مليار مجموعة من النجوم (الشموس) تدور حولها كواكب أو لا. بعض الكواكب تدور حول أكثر من شمس، وبعض النجوم تدور حول بعضها، مثنى وثلاث!. والكون كما يُقدر حتى الآن يضم قرابة 2000 مليار مجرة، وهو أمر سيكون موضع دراسة أدق عند الانتهاء من إنجاز التلسكوب الأوروبي الكبير الذي سيفتتح عام 2025 في الشيلي في أمريكا اللاتينية.

مجرة الزوبعة على مسافة 27.4 مليون سنة ضوئية من الأرض
تتألف المجرات من نجوم وكواكب، وغازات، وغبار، ومادة لا مرئية، وتضم كذلك أحياناً في مركزها ثقباً أسوداً له كتلة هائلة. تتباين المجرات في عدد النجوم التابعة لها واتساعها. فهناك المجرات الكبيرة وهناك المجرات الصغيرة القزمة. تضم المجرات الكبيرة مئات مليارات النجوم، أما المجرات القزمة فتضم عشرات مليارات النجوم. أما اتساع المجرات فيمكن تصوره عبر مجرتنا درب التبانة، وهي مجرة كبيرة، التي تمتد على مدى من نحو 100 ألف سنة ضوئية (المسافة بين الأرض والقمر أكثر بقليل من ثانية ضوئية، وبعد الشمس عن الأرض نحو 8.5 دقيقة ضوئية). ولكل مجرة نجومها التي تبقى فيها بفعل قوى التجاذب في المجرة الواحدة، ولكن هذا لا يمنع أن يخرج نجم من مجرة لينتقل إلى مجرة أخرى أو ليصبح حراً أو ليندمج مع نجم آخر أو يبتلع من ثقب أسود، عند تعرضه لقوى جذب كبيرة تكسبه سرعة متزايدة تحرفه عن مساره العادي.
 
كوكبة البجعة حيث سيحدث الاندماج
وقد تندمج بعضها مع بعض لأسباب غير معروفة بالضرورة. فقد لاحظ فريق من علماء الفلك من كلية كالفان للفيزياء الأمريكية بأن لزوج من النجوم الإثنانية الصغيرة (الكبير بحدود 40% من الشمس والصغير ثلثها) يدوران حول بعضهما بمسارين يتقاربان فيهما من بعضها، سيجعلنا نراهما يندمجان في عام 2022 (قد ينقص ذلك أو يزيد قليلاً). وهذان النجمان لا يمكن رؤيتهما حالياً بالعين المجردة، ولكن تصادمها سيظهر في السماء على شكل بقعة حمراء في كوكبة البجعة Cygnus من مجرتنا، بإضاءة تزيد عن عشرة آلاف مرة من إضاءتهما الحالية. هذان النجمان يقعان على مسافة 1800 سنة ضوئية تقريباً، أي من المفترض أنهما اندمجا منذ قرابة 1800 سنة ولن نرى ذلك حتى عام 2022 عند وصول ضوء الانفجار الناجم عن الاندماج إلينا. 

بقي أن نقول إنه إن صحت توقعات هذا الفريق، فإن بقعة الضوء الحمراء التي سنراها بالعين المجردة على مدى عدة أشهر ستكبر خلالها شيئاً فشيئاً لتختفي بعدها شيئاً فشيئاً أيضاً... وليس علينا سوى الانتظار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق