القمح هو أحد أكثر
الحبوب استهلاكاً في العالم، وهو يتساوى مع الأرز ويقل قليلاً عن الذرة. وبحسب
إحصاءات الفاو (منظمة التغذية والزراعة العالمية)، فقد بلغ إنتاج العالم من القمح قرابة 558 مليون طن عام 2003 في حين
كان الأرز 585 مليون طن أما الذرة فكان إنتاجها يقارب 636 مليون طن. وهي أرقام تم
تجاوزها اليوم، إذ بلغ إنتاج القمح قرابة 700 مليون طن في الأعوام القريبة
الماضية، ولكن ترتيب الإنتاج بين الحبوب بقي على حاله. والقمح فيما يبدو أول
الحبوب التي عرفها الإنسان من نحو عشرة آلاف سنة في منطقة الهلال الخصيب، ساهمت في
استقراره وبقائه في مناطق محددة بنى فيها أول تجمعاته السكنية. كما أن هذا القمح
جعل استقرار الغذاء لديه في حال أفضل مما كان، عندما كان الصيد والثمار هما
المصدران الوحيدان لغذائه. والقمح كان يؤكل نيئاً، كما كان يحفظ ليؤكل مغلياً قبل
أن يعرف الإنسان الطحن والطحين. وحفظ القمح على مدار العام جعل من التجارة به
أمراً ممكنناً، وكان بذلك من أول مواد التجارة.
رسم يعود للقرن الثاني قبل الميلاد يصور فلاحاً يحرث الأرض |
أكثر الدول إنتاجاً
للقمح في عام 2014 كانت الصين (17%) ثم الهند (13%) فروسيا (8%) فالولايات
المتحدة (8%) ففرنسا (5%) فكندا (4%). أما من دول الشرق الأوسط فنجد تركيا (2.6%)
ثم مصر في (1.3%) في المرتبة السادسة عشرة تليها إيران بمقدار 1.2% من الإنتاج
العالمي.
ولكن الدول المنتجة
ليست مصدرة بالضرورة، فبعضها لا يكفيها إنتاجها. وأول الدول المصدرة في عام 2010 هي
الولايات المتحدة بنسبة 22.9% تليها فرنسا بنسبة 12.4% ثم كندا ثم روسيا ثم الأرجنتين
وأستراليا، وأخيراً أوكرانيا بحصة 5.7% من تصدير القمح عالمياً. أما الدول المستوردة فكانت أولها مصر في
عام 2008 بمعدل 6.5% من الاستيراد العالمي للقمح الذي بلغ مقدار
128 مليون طن، تلتها الجزائر (5.4%) فالبرازيل (4.7%) ثم اليابان (4.5%) فإيطاليا
(4.2%) ثم إيران (4.1%) وأخيراً إسبانيا (3.6%). طبعاً هناك دول أخرى تستورد القمح
ولكن بكميات أقل من تلك المشار إليها. أما أسعار القمح فتختلف بحسب النوع والمصدر، وكان سعره الوسطي في موطن إنتاجة قرابة 250 دولاراً للطن الواحد في مطلع عام 2016 ليقارب 190 دولاراً في نهاية العام نفسه!
بقي أن نقول إن
القمح في تكوينه، هو ككل النبات، يمر بمراحل متعددة قبل أن يصل إلى مرحلة تكوين
الثمرة، منها مرحلة الزهر، ... فهل لاحظتم مرة زهرة القمح ولونها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق