لجواز السفر محتوى موحد بين الدول. يتضمن
معلومات عن حامله للتعريف به، من عمر وجنس ومولد وجنسية ومهنة. والحديثة منها تحمل
معلومات بيولوجية عن حاملها خاصة بالعينين مثلاً وبصمات الأصابع، تحفظ على رقاقة
إلكترونية، بما يصعّب جداً عملية التزوير. وهذا الجواز الجديد يسمح بالمراقبة والعبور المؤتمتين بدون الحاجة لشرطي مراقبة. توضع على الجوازات تأشيرة دخول إلى
الدولة المراد زيارتها، ومن هنا يحمل "جواز السفر" اسمه.
الحصول على تأشيرة الدخول إلى دولة يستدعي
عادة التقدم بطلب إلى سفارة البلد المرجو زيارته، وهذا يعني انتظاراً من جهة،
وكلفاً من جهة أخرى، والأهم هو عدم التمكن من التخطيط عملياً للرحلة قبل الحصول
على تأشيرة الدخول.
إلا أن دولاً كثيرة أجرت اتفاقيات مع دول
أخرى بحيث يكون لمواطنيها الدخول إلى هذه الدول بدون تأشيرة دخول، أو الحصول على
تأشيرة دخول في مطار البلد المزار عند الوصول إليه. وفي هذا تسهيل كبير، سواء كان
بقصد السياحة أو الأعمال أو العمل. وعدد الدول التي يمكن زيارتها بتسهيلات كبيرة
يمثل قوة جواز السفر، منسوباً ذلك إلى عدد دول العالم التي لا تزيد عن مائتي دولة.
وهذا في الغالب لمصلحة الأطراف كلها، وإن كان
ذلك ليس دائماً للأسباب نفسها. فبعض الدول تتيح زيارة بلدانها بأقل تعقيد ممكن
لمواطني دول أخرى تسهيلاً للسياحة مثلاً. فمصر مثلاً تسمح لمعظم دول الغرب، إن لم
يكن لجميعها، بزيارتها بدون تأشيرة دخول لأسباب سياحية-اقتصادية، ولا تتيح ذلك لكل
الدول بالتأكيد. كما أن الدول لا تتصرف في هذا الخصوص فيما بينها على أساس
المعاملة بالمثل. فيمكن للفرنسي مثلاً أن يزور المغرب بدون تأشيرة دخول ولكن لا
يمكن للمغربي أن يزور فرنسا بدون تأشيرة دخول. لأن هذا الأخير لن يأتي إلى فرنسا
في الأغلب الأعم للسياحة وإنما للبحث عن عمل والبقاء. ولأي أمريكي مثلاً أن يذهب
إلى أفغانستان إذا أراد، ولكن ليس إلا لقلة قليلة من الأفغان إمكانية الحصول على
تأشيرة دخول الذي قد يستغرق أشهراً. كما أن الكندي المجاور شمالاً للولايات المتحدة لا
يحتاج إلى تأشيرة دخول، في حين أن المكسيكي المجاور الجنوبي ليس له المعاملة
نفسها.
يبين المخطط السابق قوة جواز سفر مختلف دول العالم،
الذي يظهر أن لدول الشمال وبريطانيا قوة جواز تساوي 173، أي 173 دولة بتسهيلات سفر
مباشر. تليها الولايات المتحدة وألمانيا (172). أما أفغانستان فهي الأضعف (28)،
وحال باكستان (31) والصومال (32) لا يختلف كثيراً... اللهم اجعل دولنا دولاً أقرب
إلى أهل الشمال منها إلى دول الجنوب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق