بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 أبريل 2015

لغة "أكلوني البراغيث".... إعداد: سماح راغب




تتّسم اللغة العربية دوناً عن الكثير من لغات العالم بثرائها وغناها القواعدي واللفظي، ولعل لغة أكلوني البراغيث من الأمثلة الدالة على هذه السمات. فما هي هذه اللغة؟ ومن أين اكتسبت هذه التسمية؟ 
درج العرب عند صياغتهم للجملة الفعلية على تجريد الفعل من الضمائر الدالة على التثنية والجمع في حال أُسنِد هذا الفعل إلى اسمٍ ظاهرٍ دالٍ على مثنى أو جمع، فيكون حكمُ الفعل في هاتين الحالتين كحُكمِه مع المفرد، فيقولون: قام الرجلان، وجلس الزائرون، كمثل قولهم: قامَ الرجلُ ، وجلس الزائر. إلا أن هناك مِن العرب مَن يخالف الجمهور فيُلحقون الفعل المسند إلى اسم ظاهر (مثنى كان أو جمعاً) ضميراً يدل على تـثـنية الفاعل أو جمعه، كقولهم: قاما الرجلان، وجلسوا الزائرون.
تسمى هذه اللغة فى اصطلاح علماء العربيّة لغة (أكلونى البراغيث)، وقد نُسِبَتْ إلى أكثر من قبيلة عربية فصيحة هي: طيء، وأزد شنوءة، والحارث بن كعب. ولعل أول من جاء على ذكر هذه اللغة عالم النحو سيبويه في مؤلَّفه "الكتاب"، ويغلب الظن أن ما دعا النحاة إلى تسميتها بهذا الاسم هو أنهم سمعوا أعرابياً ممن يتكلمون هذه اللغة قد نطق بهذه العبارة فاختاروها لطرافتها.
أما عن إعراب الجمل المُصاغة بلغة أكلوني البراغيث فقد ذهب النُّحاة إلى وجود وجوهٍ عدة للإعراب:
يقوم الوجه الأول على اعتبار البراغيث هي الفاعل، والواو للدلالة على الجمع مثلها مثل تاء التأنيث.
يقوم الوجه الثاني على اعتبار الواو هي الفاعل والبراغيث بدلاً منها.
وينظر الوجه الثالث إلى الواو على انها فاعل، والبراغيث مبتدأ مؤخر، والجملة الفعلية ( أكلوني) في محل رفع خبر مقدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق