بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 26 أبريل 2015

عجائب الدنيا السبع الحديثة / البتراء

لعبت البتراء عاصمة الأنباط دور نقطة التقاء بين طريقي الحرير والتوابل و أصبحت في الفترة الممتدة بين عامي ١٠٠ ق.م و٣٠٠م مركزاً تجارياً هاماً وحلقة وصل تمر بها القوافل التجارية حاملةً الأقمشة والتوابل والبخور في طريقها إلى شبه الجزيرة العربية وما وراءها من البلاد الآسيوية وإلى مصر وبلاد الشام وروما.

ولأن البتراء تقع وسط منطقة صحراوية جافة، أصبح سكانها من الأنباط خبراء في فن المحافظة على المياه وحسن استخدامها وأنشأوا نظاماً فعالاً لذلك يتضمن سدوداً وأقنية وخزانات وبنوا المصاطب الزراعية في المنحدرات وحولوا مدينتهم  إلى واحة من الأشجار تُروى بواسطة نظامهم المائي الذكي.

عندما استولت روما على البتراء سنة ١٠٦م، بدأت المدينة تذبل وتراجعت مكانتها لتغير الطرق التجارية وتزايد أهمية التجارة البحرية، ثم تعرضت المدينة لزلزال كبير عام ٣٦٣م دمر الكثير من أبنيتها ومعظم بيوتها بما في ذلك نظام المياه الفذ. وبلغت المدينة الحضيض فضعفت وهُجِرَت، ثم وقعت فريسةً للصوص الذين داهموا القبور ونهبوها وحملوا معهم التحف الثمينة.



وأما ما يجعل البتراء عجيبةً من عجائب الدنيا، فأبنيتها الجميلة المحفورة في الصخر الوردي وهي تضم مقابر ملكية ومدرجاً نبطياً وشارعاً رومانياً ذا أعمدة وكنيسةً بيزنطية ومعبد الأسود المجنحة وغيرها، ولكن أهم هذه الأبنية وأكثرها إثارة للدهشة بناء “الخزنة” المنحوت في الصخر والذي تضم واجهته اثني عشر عموداً ومنحوتات لنسور ونقوش للعديد من الشخصيات الأسطورية القديمة، وينبغي للسائح الذي يرغب بالوصول إلى الموقع أن يقطع مشياً على الأقدام شقاً صخرياً هائلاً يسمى (السيق) يصل ارتفاع جانبيه في بعض الأماكن إلى ثمانين متراً من الصخور الملونة ويمتد نحو ١.٢ كم.

بقيت البتراء منسية لقرون طويلة حتى أعيد اكتشافها عام ١٨١٢ على يد السويسري جوهان لودفيغ بوركهاردت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق