بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 13 أبريل 2015

كيف غيرت البطاطا أوروبا؟

تمثل البطاطا خامس أهم منتج زراعي في العالم اليوم، بعد القمح والذرة والأرز وقصب السكر، ولكنها كانت في القرن الثامن عشر صنفاً حديثاً وغريباً في أوروبا عَبَرَ المحيط الأطلسي قادماً إليها من بيرو بعد اكتشاف القارة الأمريكية.

يعتقد الكثير من الباحثين أن وصول البطاطا إلى أوروبا وضع حداً للمجاعات فيها، وكان للمجاعة حضورٌ دائم في القارة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر. ففي حين كانت مؤونة المدن الغذائية مؤمنة في معظم السنوات كان سكان الأرياف مهددين بالمجاعة على الدوام.



لاحظ Parmentier الفرنسي الذي أُسر خمس مرات خلال حرب السنوات السبع وكان معظم غذائه في الأسر من البطاطا أن هذه الحمية أبقته بصحة جيدة، مما دفعه إلى تبني حملة دعائية للتشجيع على زراعة البطاطا واستهلاكها. وكان لويس السادس عشر قد رفع أسعار الحبوب مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز وانتشار اضطرابات في بلدات عديدة. وكان Parmentier في هذه الأثناء يحاول بشتى الطرق التشجيع على زراعة البطاطا ومن بين الحيل التي اتبعها تقديم وجبة عشاء مكونة فقط من البطاطا لضيوف من المجتمع المخملي، ويقال إنه أقنع الملك والملكة بالتجمل بأزهار البطاطا وزراعة ٤٠ فداناً منها على أطراف باريس، وتنقل بعض الروايات أن ماري أنطوانيت كانت ترتدي أزهار البطاطا في شعرها بينما كان لويس السادس عشر يضعها في عروة سترته. كانت الأزهار جزءاً من محاولة لإقناع المزارعين الفرنسيين بزراعة البطاطا وإقناع الفرنسيين بأكلها.

ولأن البطاطا غزيرة الإنتاج وتثمر بسرعة بطبيعتها فقد تضاعف الإمداد الغذائي لأوروبا وجرى الوصول إلى حل نهائي لمشكلة الغذاء لأول مرة في تاريخها. وأصبحت البطاطا في نهاية القرن الثامن عشر سلعة أساسية. وفي النهاية أصبح بإمكان القارة أن تكتفي غذائياً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق