بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 أبريل 2015

جلجامش في حلقات (5)/ النهاية



لماذا تطوافك جلجامش؟

فالحياة السرمدية التي تبحث عنها،

لن تجدها أبداً.

فعندما خلقت الآلهة الإنسان،

كتبت عليه الموت،

الخلود لها فقط.

أما أنت فاملأ بطنك،

وابق سعيداً ليلاً ونهاراً،

وأقم الأعياد كل يوم،

أرقص ومتّع نفسك ليل نهار،

البس ثياباً نظيفة،

اغتسل وتحمم،

وانظر إلى طفلك بحنان،

وامسك بيده،

واسعد زوجتك وضمها إلى صدرك،

فهذا قدر الرجال الوحيد.
كانت سيدوري تعيش عند ذلك الشاطئ البديع، تقدم الخمر للآلهة، مستقرة في ذلك المكان بانتظار شيء لا تعرفه. يتملكها الخوف لدى رؤيتها جلجامش قذراً يرتدي جلود الحيوانات، ظنته في البداية قاتلاً سفاحاً. وصدت أبواب خمارتها جيداً. هددها جلجامش بتحطيم الباب إذا لم تفتحه في الحال. عرّفها بنفسه وروي لها مغامراته وسألها عن معلومات ضرورية لرحلته التي عليه أن يتابعها.
ترضخ سيدوري لسماع قصته، وتستغرب مظهره الرث. تحاول إقناعه بعبثية رحلته وتقترح عليه البقاء عند الشاطئ، ولكن بلا فائدة لتذعن في النهاية وتزوده بما يحتاج من معلومات.
يتابع جلجامش مسيرة بحثه قاتلاً كائنات حجرية تعود إلى دليل الطريق أور-شنابي، الذي تأثر بهموم جلجامش وقبل أن يكون دليله في السفر للقاء أوتنابيشيم، فيصنع لهذا الغرض قارباً لهما مستخدماً ما جمعه من قصب.
وبفضل رياح الإله شاماش، يصل إلى شاطئ أوتنابيشتيم. كان جلجامش متقلب المزاج؛ يستوي عنده السيء والحسن، ويقبل بصعوبة كلام الإله المترع بالحكمة.
يلتقي جلجامش بأوتنابيشتيم وزوجته، ويسأل بطل الطوفان كيف حصل على السرمدية. فيبدأ هذا برواية قصته مذ كان يعيش في شيروباك. ويصف بعد ذلك كيف قررت الآلهة تدمير البشرية بطوفان يغمر الأرض. وكيف كشف له الإله "أوا" عن مخطط الآلهة ويفرض عليه بناء قارب ليركبه هو وعائلته والحيوان والنبات لإنقاذ الحياة. يستشيط أوتنابيشيم وزوجته غضباً من فظاعة العقاب الذي ستكابده الإنسانية. لكن الإله إنليل يتصالح مع أوتنابيشتيم ويباركه ويتودد إليه ويمنحه وزوجته السرمدية.
يقترح أوتنابيشتيم على جلجامش التجربة الآتية: أن يبقى ستة أيام بلا نوم، وبدوره سيعرف الخلود. ولكن جلجامش يفشل في ذلك. لذا يقرر جلجامش العودة إلى مدينته. ويشير عليه أوتنابيشيم  أنه في طريق عودته عليه البحث عن نبتة في قاع البحر فيها بلسم الحياة، ستجعله دائم الشباب. يغوص جلجامش إلى قاع البحر ويجد النبتة السحرية. يحملها معه ويذهب إلى نبع ماء مجاور ليغتسل مما علق به من أدران وأملاح، يضعها جانباً، فتراها أفعى كانت بالقرب منه فتبتلعها وتختفي. يبكي جلجامش ويدرك أنه أضاع الشباب الخالد. ويعود حزيناً إلى أوروك مستسلماً لقدره مثل كل البشر.

الحلقة الرابعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق