بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 27 أبريل 2015

باب المَنْدَب أو "مضيق الدموع"



يعني اسمه "مضيق التفجع" أو "مضيق الدموع"، وذلك للإشارة إلى مخاطر الملاحة فيه، واستذكاراً لأسطورة عربية تقول إن زلزالاً وقع فيه، عندما انشقت أفريقيا عن آسيا، أهلك كل من كان في تلك المنطقة.
وفي اللغة:  نَدَبَ: ( فعل )

ندَبَ يَندُب ، نَدْبًا ، فهو نادِب ، والمفعول مَنْدوب
ندَب الميِّتَ عدَّد محاسِنَه ، وبكاه كأنّه يسمعه ، رثاه

وباب المَندَب هو مضيق واقع بين إفريقيا الشرقية والطرف الغربي من شبه الجزيرة العربية يصل البحر الأحمر بخليج عدن. تحيط به اليمن وإرتيريا وجيبوتي والقرن الإفريقي.
لهذا المضيق أهمية استراتيجية، فهو يتيح الارتباط بين البحر المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس، بكل ما يعني ذلك من بضائع تمر فيه لتنتقل بين دول هاتين المنطقتين. ففيه يمثلاً يمر البترول إلى دول المتوسط، وقد بلغت نسبة البترول الذي نقلته حاملات البترول عبر هذا المضيق حوالى 7% من البترول العالمي في مطلع الألفية الحالية.
عرض المضيق نحو 30 كم، تقسمه جزيرة "بريم" إلى قسمين: مضيق إسكندر في الشرق، عرضه قرابة 3 كم، أما الجزء الغربي فيسمى "دقة المايون"، وعرضه نحو 25 كم. وعند سواحل جيبوتي يوجد مجموعة من الجزر الصغيرة تعرف باسم "الأشقاء السبعة". تدخل إلى هذا المضيق تيارات مائية سطحية ويخرج منه تيار قوي عميق.

 



ومن المرجح أن هذا المضيق شهد الهجرات الأولى للإنسان الحديث من أفريقيا باتجاه القارات الأخرى منذ حوالى 60 ألف سنة مضت، حيث كانت مياه المضيق ضحلة سمحت بمثل ذلك الانتقال.

 بدأ في عام 2009 العمل في مشروع بناء أكبر جسر معلق في العالم، وهو جسر "القرن الأفريقي" الذي سيصل اليمن بجيبوتي عبر جزيرة "بريم". طوله 29 كم. وسيفتتح عام 2020. كلفته التقديرية 20 مليار دولار. ومن المتوقع أن تعبر هذا الجسر عند استعماله 100 ألف سيارة يومياً، وحوالى 50 ألف مسافر بالقطارات.

يتضمن المشروع أيضاً بناء مدينتين توأمين "مدينة النور"، عند طرفي الجسر. الأولى في اليمن ستتسع لأربعة ملايين شخص، والثانية في جيبوتي تتسع لمليونين ونصف مليون شخص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق