بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 8 أبريل 2015

اللقاحات، إحدى معجزات الطب!

يخدع اللقاح نظام المناعة فيدفعه إلى إنتاج أجسام مضادة لمحاربة صيغة غير مؤذية من الفيروس، حتى يكون الجسم محصناً ضد الفيروس الحقيقي والخطير عند تعرضه إليه.

كانت الأمراض المعدية مثل الحصبة والخناق والجدري والسعال الديكي قبل انتشار إجراءات السلامة الوقائية وعلى رأسها اللقاحات، على رأس قائمة أسباب الوفيات عند الأطفال. وقد جرى اليوم احتواء معظم هذه الأمراض لحسن الحظ، والفضل في ذلك يعود إلى تطوير وتوزيع وانتشار اللقاحات الفعالة والآمنة بأسعار مقبولة.

من الثابت أن الصينيين استخدموا نوعاً بدائياً من التلقيح يدعى التجدير بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر. وكان الهدف من هذا الإجراء منع الإصابة بالجدري عن طريق تعريض أشخاص أصحاء إلى قشور جروح سببها المرض. وكانت هذه القشور توضع تحت الجلد أو تدخل في الأنف. انتشر هذا الإجراء في تركيا أيام العثمانيين وعبر منها إلى إنكلترا في بداية القرن الثامن عشر، وكان الجدري في ذلك الوقت الوباء الأكثر فتكاً في أوروبا يصيب الأغنياء والفقراء على حد سواء.

يعتبرEdward Jenner مؤسس علم اللقاحات بعد أن قام بتطعيم فتى عمره ١٣ سنة بفيروس جدري البقر، وبرهن على تشكل المناعة ضد الجدري. وقام بتطوير أول لقاح للجدري في عام ١٧٩٨. وقد أدى انتشار التلقيح ضد الجدري خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ثم حملة التلقيح العالمية التي نظمتها منظمة الصحة العالمية ضد المرض إلى القضاء عليه بشكل كامل في عام ١٩٨٠.

حسّن Louis Pasteur اللقاحات وطور لقاح داء الكلب في عام ١٨٨٠ ومع تطور علم المناعة بدأت لقاحات جديدة تظهر على الساحة مثل لقاحات الخناق والكزاز عام ١٨٩٠، وفي نهاية العشرينيات من القرن العشرين أصبحت لقاحات الخناق والكزاز والسعال الديكي والسل متوفرة وانتشرت اللقحات حول العالم وبدأ مفهوم السلامة العامة الوقائية يتشكل. وفي منتصف الخمسينيات من القرن العشرين طُرِح لقاح شلل الأطفال في انكلترا وتقلص عدد الإصابات بشكل هائل. وشلل الأطفال نادر اليوم وهو قريب من الاستئصال التام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق