بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 15 أبريل 2015

السندباد البحري وأسفاره السبع



السندباد البحري
كان بمدينة بغداد رجل فقير، يقال له السندباد؛ وكان يشتغل حمالاً. فاتفق في يوم اشتد حره أنه كان يحمل لبعض الناس حملاً ثقيلاً. فمر أثناء سيره بمنزل كبير فخم. وكان على جانب البيت مصطبة طويلة نظيفة تجري أمامها قناة من الماء العذب. فحمله تعب السير أن يستريح بعض الوقت. فوضع حمله بجانب باب المنزل وجلس إلى جواره يجفف عرقه. سرى إليه من باب المنزل نسيم لطيف يحمل رائحة ذكية أنعشت نفسه، ونفذت إلى أذنه أنغام شجية تصدح بشتى الألحان، فاستطاب مجلسه.
ولم يملك نفسه وقال: سبحانك ربي، تعطي من تشاء وتحرم من تشاء، كصاحب هذا المكان، والتعس مثلي. وعندما هم بمتابعة السير، خرج إليه غلام من باب المنزل وأمسك بيده وقال:
سيدي يدعوك إلى الدخول فهو يريدك في أمر، وأطرق مفكراً في السبب الذي دعا صاحب تلك الدار الفخمة إلى استدعائه.
قاده الغلام إلى مجلس فيه رجال تبدو عليهم العظمة والوقار، مُدت أمامهم مائدة حفلت بمختلف صنوف الأطعمة اللذيذة، فألقى عليهم السلام بصوت متهدج. دعاه رجل خط الشيب عارضيه يتصدر المجلس إلى الجلوس بجانبه، فجلس الحمال متأدباً، وأدرك أن هذا الرجل هو صاحب الدار.

رحب صاحب الدار بالحمال وقدم إليه ألوان الطعام. وأخذ صاحب الدار ورفاقه يحدثونه حتى اطمأن إليهم. سأل صاحب الدار الحمال: ما اسمك يا فتى؟ وما صناعتك؟ فقال الحمال: اسمي سندباد وأعمل حمالاً. فقال صاحب الدار: يا للعجب، اسمي أيضاً سندباد، السندباد البحري. لقد سمعتك وأنت جالس على المصطبة تحدث نفسك وتعجب من ذلك النظام الذي جعله الله بين الناس، وجعلهم في الرزق درجات.
يا حمال إن لي قصة عجيبة سأقصها عليك حتى تعلم ما لقيته من تعب وما قاسيته من أهوال قبل أن أصل إلى ما أنا فيه من النعيم. فقد سافرت في سبيل العُلا سبع سفرات، وكل سفرة لها قصة، إذا حدثتك عنها ضاق صدرك عن تصديقها، وقد كتب لي فيها التوفيق. ورغب أكثر الحاضرين في الاستماع إليه، وألحوا عليه أن يسرد بعض ما لقيه في سفراته السبع، فقال:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق