بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 14 أبريل 2015

مدن جميلة ومدن قبيحة



من بين مدن العالم الجميلة، أو ربما الأجمل، مدينة البندقية. ومن بين أقبح المدن الكبيرة مدينة غواتيمالا.
البندقية، واسمها بالإيطالية Venezia مأخوذ من اللاتينية Venetiae، وهذا يجعل البعض يعتقد أن معنى الاسم هو "المجيء" والبعض الآخر يقول إن معنى الاسم هو "البحر الأزرق" إذا قبلنا أن أصل الاسم اللاتيني هو venetus. وقد تعددت تسمايتها، فقد كانت "المهيمنة La Dominante" و"عروس البحر Serenissima" و "ملكة الإدراتيكي"، و"ملكة المياه" و"مدينة الأقنعة" و"مدينة الجسور" و"المدينة العائمة" و"مدينة الأقنية".
تقع هذه المدينة في الشمال الشرقي من إيطاليا، بنيت على 117 جزيرة صغيرة تفصلها 177 قناة يربطها 409 جسراً. أشهر وسائل النقل فيها قوارب اشتهرت باسم الجندول. تعرف هذه المدينة بجمالها وهندستها المعمارية وبالأعمال الفنية التي تضمها. المدينة بكاملها من مواقع الإرث الإنساني بحسب تصنيف اليونيسكو. يبلغ عدد سكانها حوالى 270 ألف نسمة. وتجمع الآراء على أن هذه المدينة هي أجمل مدن العالم.

كانت جمهورية البندقية قوة بحرية رئيسية في القرون الوسطى وعصر النهضة، وكانت منطقة تجمّع للجيوش أثناء الحروب الصليبية، وكانت أيضاً مركزاً تجارياً هاماً للحرير والحبوب والتوابل، ومركزاً للفنون بين القرن الثالث عشر والقرن السابع عشر. وهذا ما جعل البندقية مدينة ثريّة عبر العصور.
عرفت هذه المدينة حركات فنيه هامة، وكان لها دور كبير في الموسيقا السمفونية والأوبرالية، ولد فيها الموسيقي الشهير أنطونيو فيفالدي وقبله مونتيفردي وألبينوني. ومن أشهر أبنائها ماركو بولو وجياكومو كازانوفا. ودارت حولها الكثير من الأعمال الفنية أشهر عطيلو وتاجر البندقية لشكسبير. وفيها يقام كل عام كرنفال تُلبس فيه الأقنعة، ويقام فيها أيضاً مهرجان سينمائي هو الأول في العالم تاريخياً.
أما غواتيمالا فهي عاصمة جمهورية غواتيمالا في أمريكا الوسطى وأكثر المدن اكتظاظاً بالسكان في هذه المنطقة من العالم إذ يقطنها حوالى 2.3 مليون إنسان. من أهم معالمها الساحة المركزية التي بنيت حولها مؤسسات مدنية-سياسية ودينية مثل كاتدرائية غواتيمالا.
كانت غواتيمالا مسرحاً لإعلان استقلال أمريكا الوسطى عن إسبانيا وأصبحت عاصمة الأقاليم المتحدة لأمريكا الوسطى عام 1821.

وبسبب الهجرة الكثيفة التي تعانيها هذه المدينة منذ سبعينيات القرن العشرين، حيث أكثر من نصف سكان هذه المدينة هم من خارجها، مما جعل الحياة فيها صعبة لأن بنيتها الأساسية، من كهرباء ومواصلات وخدمات، غير مؤهلة لاستقبال هذا العدد الكبير من السكان. فالسير فيها خانق، وتعوزها مياه الشرب النقية، وتعاني من أزمة الصرف الصحي. هذه الظروف مجتمعة ساعدت على انتشار الجريمة فيها فوق كل متاعبها.
تجمع الآراء على قبح هذه المدينة بالرغم من جمال الطبيعة في دولة غواتيمالا. فغير الخوف من أن تتعرض لحادث جرمي أو مضايقات، هناك التلوث، وهناك أبنيتها الكئيبة التي تُشعرك بأنها ستقع عليك، هذا طبعاً غير أحياء المعدمين التي لن تجرؤ على السير فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق