الإسفنج.... حيوان أم نبات!

الإسفنج هو حيوان بالرغم من اعتقاد البعض بأنه نبات، وهو اعتقاد كان سائداً حتى وقت قريب، ذلك لأن الإسفنج يكون مثبتاً إلى شيء ما في المياه، مثله مثل النبات، لا يتحرك ولا يتنقل بين هذا المكان وذاك. ولكنه في الواقع حيوان، وهو من أبسط الحيوانات تركيباً وبنية، ويأخذ أشكالاً متباينة، فهو تارة يشبه النبات المتسلق، وأحياناً أخرى مثل النبات المنتصب، وأحياناً له فروع تشبه الأغصان وأحياناً على شكل كرة أو خابية. والإسفنج عموماً ذو ألوان، وإن كان بعضه أبيضاً او رمادياً. وسبب الألوان إما أصباغ يحتويها الإسفنج أو أملاح معدنية، وقد يكون سبب ذلك الطحالب أو بعض البكتيريا.

وهو كما أسلفنا من أبسط الكائنات تركيباً. والإسفنجة عبارة عن تجمعات من الخلايا التي لا تتمايز عن بعضها وظيفياً كثيراً، كما هو الحال عند الإنسان، وبدون أن يكون تجمعها مع بعضها وفق مخطط محدد كما هو الحال عند الإنسان مرة ثانية. فلا فم لها ولا مخارج للفضلات، وليس لها جهاز تناسلي مثلاً، ولا جهاز تنفس أو جهاز طرح للفضلات. وجملتها العصبية بدائية للغاية. وليس لها في الواقع أي جهاز مختص كما هو الحال لدى السمك مثلاً. وكل ما لها هو نوع من الهيكل العظمي (الشوكي) الذي تجتمع حوله الخلايا المختلفة لتكوين بنية متماسكة، وهو في الواقع هيكل ليّن يسمح لهذا الحيوان بالتكيف مع متطلبات البيئة المحيطة.

أما تغذية الإسفنج فتكون بالترشيح عبر تمريرها للمياه في فتحاتها، فتحات للإدخال وفتحات للإخراج، لتبقى بعد ذلك البكتيريا العالقة في المياه أو البقايا العضوية وبقايا الطحالب وحيدة الخلية. ويمكن للإسفنجة بطول 10 سم أن ترشح 22 ليتراً من المياه يومياً. والبعض الأخر منها يمكنه أن يرشح كميات من المياه تفوق حجمه بآلاف المرات. والعوالق الموجودة في المياه تبتلعها خلايا الإسفنج إذا كانت صغيرة للغاية (أصغر من 0.05 مم).

تختلف أبعاد حيوان الإسفنج من نوع إلى آخر، ومن بيئة إلى أخرى. فالإسفنج الذي يسمى بالإسفنج الكلسي أبعاده صغيرة نادراً ما تتجاوز 5 سم، وهناك فصائل أخرى يصل طولها إلى 3 أمتار وعرضها يزيد عن 1.5 متر.

بقي أن نقول إن تكاثر الإسفنج قد يكون بفعل خلايا ذكرية وأخرى أنثوية، أو قد يكون تلقائياً حيث لبعض الإسفنج المنفصل أن يلتصق بصخرة مثلاً ويشكل إسفنجة منفصلة مكتملة. أمر آخر، هو أن الإسفنج أطول الحيوانات عمراً، فقد حدد بعض العلماء عمر إسفنجة بنحو 2300 سنة!!