بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافات. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 29 مارس 2016

الأميشيون ... وجهة نظر من عالم سابق




 Afficher l'image d'origine
الأميشيون جماعة ذات أصول دينية بدأت في القرن السابع عشر في منطقة الألزاس وسويسرا. مؤسسها الأب جاكوب أمان (ومنه جاء اسمها) الذي كان يخشى التراخي العقائدي الذي لاحظه في المجتمع السويسري، بالرغم من أن المجتمعات التي يتحدث عنها عرفت بتسامحها وتعاضدها، ولكنه كان يريد منها انضباطاً أكثر في تطبيق التعاليم الدينية، مثل وجوب إقامة العشاء الرباني مرتين في السنة وليس مرة واحدة، وكذلك التأكيد على غسل الأقدام وخلاص النفس بإعادة التعميد الخ، وإدخال عقوبات على المخالفين. أثار هذا سخط السلطات الدينية، فلاحقت سلطات لويس الرابع عشر أمان وجماعته وتفرقوا في البلاد وهاجر معظمهم إلى أمريكا، ليعيشوا بعد ذلك في جماعات متفرقة. تتواصل هذه الجماعات مع بعضها دون أن يكون هناك تنظيم ديني شامل، ولكل جماعة أسقفها المنتخب من أفراد الجماعة المعمدين، رجالاً ونساء.

يعيش الأميشيون وفق تعاليم العهد الجديد، فالنساء لا يرتدين ثياباً تماثل ثياب الرجال، كما تغطي النساء رؤوسهن على طريقة الراهبات. وتفضل الألوان القاتمة في اللباس، ويطيل الرجال لحاهم عقب الزواج. وحكمتهم في ذلك أن الأبسط هو الأنسب.
Afficher l'image d'origineلا يهتم الأميشيون بأن يكون لهم راتب تقاعدي أو ضمان صحي، فالتعاضد بين أفراد الجماعة كفيل بكل هذا. ينجبون العديد من الأطفال احتراماً لأمر إلهي بملء الأرض بالرعايا. ومن بين الأشياء المستغربة لديهم أنهم يتنقلون بالعربات، وليس بالسيارات، طالماً أن ذلك ممكن. كما أنهم يحرثون أراضيهم بالمحراث التقليدي الذي تجره الدواب، ومن النادر أن يستخدموا الجرار، وإن حدث فيكون من الطراز القديم جداً. ويستخدمون أدواتاً وأغراضاً كثيرة من صنعهم. فهم حذرون جداً في استخدام التقانات الحديثة.

أما التعليم فيكون في مدارس خاصة بهم، أجازتها الحكومة الأمريكية حتى سن الرابعة عشرة، وبعدها عليهم الالتحاق بالمدارس العامة. ونظراً لقلة عددهم فيكون هناك في الغالب قاعة واحدة فيها كل المستويات ومدرس (مدرسة عزباء في العادة) وحيد لكل المستويات. يتعلمون كل شيء في هذه المدرسة وخاصة اللغة الألمانية التي هي لغتهم الأصلية، ولا يتعلمون الديانة في المدرسة وإنما في بيوتهم. وهذه المدرسة تخلق رابطاً قوياً بينهم تجعلهم يتعلقون بثقافتهم حتى بعد مغادرتهم جماعاتهم لسبب ما. وبالفعل فإن 90% منهم يطلبون التعميد الثاني وبقرارهم الذاتي.
Afficher l'image d'origine 
يمارسون في حياتهم اليومية جهداً فيزيائياً كبيراً باعتباره أمراً مفيداً للصحة (18 ألف خطوة للرجال و 14 ألف خطوة للنساء يومياً!)، ويتناولون اللحوم بوفرة والخضار مما ينتجون ويفضلون العلاج التقليدي، ولكنهم يذهبون إلى المستشفيات ويقبلون كل أنواع العلاج اللازم.

بقي أن نقول إن عددهم تزايد في أمريكا وكندا، حيث تعيش أغلبيتهم، بين بداية القرن العشرين ونهايته من 5 آلاف إلى 200 ألف، وهي من أكبر نسب التزايد في العالم، ومن المتوقع أن يزيد عددهم عن الثلاثة ملايين في نهاية القرن الحالي!
كلمة أخيرة: الخيارات كثيرة في الحياة، والأمر يحتاج إلى تفكير ... كثيرة هي الأشياء التي تحتاج إلى إعادة نظر!


الأحد، 28 يونيو 2015

أقدام اللوتس، المعاناة من أجل الجمال!

هناك قصص وروايات عديدة تحكي عن بداية عادة تقييد الأقدام في الصين، وتقول الرواية الأكثر شهرةً أن الامبراطور لي يو من سلالة تانغ الجنوبية (٩٣٧م - ٩٧٥م) رأى يوماً خدينته المفضلة ترقص على قاعدة ذهبية على هيئة زهرة اللوتس وفُتِن بقدميها اللتين كانتا ملفوفتين بشرائط قماشية.  وعندما رأت نساء البلاط افتتان الامبراطور قمن بلف أرجلهن، وما لبثت نساء المجتمع المخملي في الصين أن قلدنهن ثم انتشرت العادة بين جميع النساء بغض النظر عن وضعهن الاجتماعي. وبدأت العادة للأسف تتحول وتتغير وأصبحت النساء يرغبن بأقدام أصغر وأكثر تقوساً. وبدأن يقيدن الأقدام ويشددنها للوصول إلى أقدام مقوسة كثيراً طولها حوالي ٧.٦ سنتيمتر.

بقيت هذه العادة سائدة في الصين حوالي ١٠٠٠ سنة وألغيت بعد ثورة سون ياتسن عام ١٩١١. ومع ذلك، فإن النساء استمررن في تقييد أقدامهن في أجزاء من الصين حتى نهاية الأربعينيات.

سميت الأقدام المقيدة أيضاً أقدام اللوتس، وكانت رمزاً للجمال والمكانة الاجتماعية، وكانت شرطاً للعثور على زوج مناسب فالخاطبات والحموات كن يطلبن عروساً ذات أقدام مقيدة وكانوا يعدون ذلك مؤشراً على أن العروس ستكون زوجة صالحة خانعة لا تشتكي، وكان تقييد أقدام الفتيات يبدأ في سن الرابعة.

اعتبرت الأقدام الصغيرة والمقوسة لمدة ألف عام من أعلى معايير الجمال الأنثوي في الصين رغم أن تقييد الأقدام كان عملية طويلة ومؤلمة للغاية ينتج عنها أقدام مشوهة بشدة مدى الحياة!