الأميشيون جماعة ذات
أصول دينية بدأت في القرن السابع عشر في منطقة الألزاس وسويسرا. مؤسسها الأب جاكوب
أمان (ومنه جاء اسمها) الذي كان يخشى التراخي العقائدي الذي لاحظه في المجتمع
السويسري، بالرغم من أن المجتمعات التي يتحدث عنها عرفت بتسامحها وتعاضدها، ولكنه
كان يريد منها انضباطاً أكثر في تطبيق التعاليم الدينية، مثل وجوب إقامة العشاء
الرباني مرتين في السنة وليس مرة واحدة، وكذلك التأكيد على غسل الأقدام وخلاص
النفس بإعادة التعميد الخ، وإدخال عقوبات على المخالفين. أثار هذا سخط السلطات
الدينية، فلاحقت سلطات لويس الرابع عشر أمان وجماعته وتفرقوا في البلاد وهاجر معظمهم إلى أمريكا،
ليعيشوا بعد ذلك في جماعات متفرقة. تتواصل هذه الجماعات مع بعضها دون أن يكون هناك
تنظيم ديني شامل، ولكل جماعة أسقفها المنتخب من أفراد الجماعة المعمدين، رجالاً
ونساء.
يعيش الأميشيون
وفق تعاليم العهد الجديد، فالنساء لا يرتدين ثياباً تماثل ثياب الرجال، كما تغطي النساء رؤوسهن على طريقة الراهبات. وتفضل الألوان
القاتمة في اللباس، ويطيل الرجال لحاهم عقب الزواج. وحكمتهم في ذلك أن الأبسط هو
الأنسب.
لا يهتم الأميشيون
بأن يكون لهم راتب تقاعدي أو ضمان صحي، فالتعاضد بين أفراد الجماعة كفيل
بكل هذا. ينجبون العديد من الأطفال احتراماً لأمر إلهي بملء الأرض بالرعايا. ومن
بين الأشياء المستغربة لديهم أنهم يتنقلون بالعربات، وليس بالسيارات، طالماً أن
ذلك ممكن. كما أنهم يحرثون أراضيهم بالمحراث التقليدي الذي تجره الدواب، ومن
النادر أن يستخدموا الجرار، وإن حدث فيكون من الطراز القديم جداً. ويستخدمون أدواتاً وأغراضاً كثيرة من صنعهم. فهم حذرون جداً في استخدام التقانات الحديثة.
أما التعليم فيكون
في مدارس خاصة بهم، أجازتها الحكومة الأمريكية حتى سن الرابعة عشرة، وبعدها
عليهم الالتحاق بالمدارس العامة. ونظراً لقلة عددهم فيكون هناك في الغالب قاعة
واحدة فيها كل المستويات ومدرس (مدرسة عزباء في العادة) وحيد لكل المستويات.
يتعلمون كل شيء في هذه المدرسة وخاصة اللغة الألمانية التي هي لغتهم الأصلية، ولا
يتعلمون الديانة في المدرسة وإنما في بيوتهم. وهذه المدرسة تخلق رابطاً قوياً
بينهم تجعلهم يتعلقون بثقافتهم حتى بعد مغادرتهم جماعاتهم لسبب ما. وبالفعل
فإن 90% منهم يطلبون التعميد الثاني وبقرارهم الذاتي.
يمارسون في حياتهم
اليومية جهداً فيزيائياً كبيراً باعتباره أمراً مفيداً للصحة (18 ألف خطوة للرجال
و 14 ألف خطوة للنساء يومياً!)، ويتناولون اللحوم بوفرة والخضار مما ينتجون
ويفضلون العلاج التقليدي، ولكنهم يذهبون إلى المستشفيات ويقبلون كل أنواع العلاج اللازم.
بقي أن نقول إن
عددهم تزايد في أمريكا وكندا، حيث تعيش أغلبيتهم، بين بداية القرن العشرين ونهايته
من 5 آلاف إلى 200 ألف، وهي من أكبر نسب التزايد في العالم، ومن المتوقع أن يزيد عددهم
عن الثلاثة ملايين في نهاية القرن الحالي!
كلمة أخيرة: الخيارات كثيرة في الحياة، والأمر يحتاج إلى تفكير ... كثيرة هي الأشياء التي تحتاج إلى إعادة نظر!
كلمة أخيرة: الخيارات كثيرة في الحياة، والأمر يحتاج إلى تفكير ... كثيرة هي الأشياء التي تحتاج إلى إعادة نظر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق