تحتفل معظم دول
العالم في الأول من أيار بعيد العمال أو عيد العمل أو العيد العالمي للعمال
وتسميات أخرى عديدة منها مجرد "الأول من أيار" فقط. وهذا اليوم هو يوم عطلة رسمية في
أغلب الدول. ومن الدول التي لا تحتفل فيه في هذا اليوم كندا والولايات المتحدة
اللتان تحتفلان بعيد العمل في أول يوم اثنين من شهر أيلول وهو يوم يوافق انتهاء
فصل الصيف والعودة إلى المدارس. وأستراليا التي تحتفل بعيد العمال في أول يوم اثنين أو ثاني يوم اثنين من آذار بحسب المقاطعة. كما أن بعض الدول لا تحتفل بهذا اليوم، لا في أيار
ولا في أيلول ومنها العربية السعودية والسودان.
بداية قصة هذا اليوم
كانت أثناء الاحتفالات الفرنسية بالعيد المئوي للثورة الفرنسية والمعرض الدولي في
باريس. وفي هذه المناسبة انعقد مؤتمر الاشتراكية الدولية أو العمال العالمي واقترح
أن يكون الأول من أيار يوم عيد للعمال بهدف خفض ساعات العمل إلى ثمان ساعات بدلاً
من عشر ساعات، أي أن يكون عدد ساعات العمل الأسبوعية 48 ساعة، حيث لم تكن العطلة
الأسبوعية سوى يوم واحد هو يوم الأحد. ولكن اختيار هذا اليوم كان لإحياء ذكرى
أحداث ساحة هايماركت في شيكاغو التي وقعت في الأول من أيار قبل ثلاث سنوات، أي عام
1886 التي كانت تطالب بخفض ساعات العمل اليومي.
ففي الأول من أيار
عام 1886 بدأ إضراب في أمريكا بتحريض من "الفوضويين" اليساريين شارك فيه
نحو 340 ألف عامل في أمريكا. وامتد هذا الاضراب في شيكاغو حتى الثالث من أيار. وحدثت
مظاهرة خلال ذلك قُتل فيها ثلاثة من المضربين. وفي اليوم التالي لهذه المظاهرة
نظمت مسيرة احتجاج في المساء، تفرقت عند ساحة هايماركت حيث بقي نحو 200 مشارك وعدد
مماثل من الشرطة. انفجرت قنبلة أمام تجمّع الشرطة في تلك الساحة راح ضحيتها شرطي.
أعقب ذلك شجار بين المتظاهرين والشرطة راح ضحيته سبعة من الشرطة، وتم توقيف
ومحاكمة عدد من النقابيين الفوضويين وصدر حكم بإعدام خمسة منهم، شنق أربعة في
تشرين الثاني عام 1887 وانتحر خامسهم قبل تنفيذ حكم الإعدام، كما صدر حكم بالسجن
المؤبد على ثلاثة منهم. وكانت هذه الأحكام بلا أي سند أو دليل. وفي عام 1893 صدر
قرار من حاكم إيلينوي بتبرئتهم جميعاً، فقد بيّن التحقيق أن رئيس شرطة شيكاغو هو
من دبر ذلك وأنه هو من كان وراء الانفجار في ساحة هايماركت لكي يكون مبرراً لما
سيأمر شرطته به من تنكيل بالمتظاهرين. وقرار حاكم إيلينوي لم يحدث إلا بنتيجة
الضغط الشعبي والخارجي الذي انطلق عقب تنفيذ حكم الإعدام. فمثلاً قاطع عمال مدينة
ليفورنو الإيطالية تفريغ السفن الأمريكية كما هاجموا مقر الشرطة حيث التجأ القنصل
الأمريكي طلباً للحماية.
ومع هذا فلا علاقة
لعيد العمال في أمريكا بهذه الحادثة وإنما يعود ذلك إلى عام 1885 عندما طالبت بعض
النقابات أن يكون يوم العمال هو الأول من أيار (وهو يوم انتهاء عقود العمل والتأجير
وحسابات الشركات) لكن نقابة العمال المركزية الأمريكية طلبت أن يكون ذلك في أول
يوم اثنين من أيلول، غير أن هذا لم يطبق إلا بعد عام 1894... وفي بعض الدول الأوروبية
ارتبط يوم الأول من أيار بتوزيع بعض الزهور مثل القرنفل في ألمانيا والموغي (زهر
أبيض) في فرنسا، وهو زهر أيار الذي يعتقد الفرنسيون بأنه حسنُ الطالع.
على شاهدة في مقبرة
والدهايم في شيكاغو كتبت آخر كلمات أحد المحكومين:
"سيأتي يوم يكون
فيه صمتنا أقوى من الأصوات التي تخنقوها اليوم"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق