بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 13 أبريل 2018

لافونتين... الثعلب والديك



على غصن شجرة، 
وقف الديك حارساً مراقباً، 
فصيحاً ومحنكاً. 
خاطبه الثعلب بصوت رخيم: 
أخي، لا خصام بعد اليوم بيننا 
وسلام الآن يعمّنا. 
أتيت لأقول لك: 
انزل فإني سأقبّلُك؛ 
بلا تأخير، أضرع لك: 
فأمامي نهار طويل، 
لك وأهلك المجيء والذهاب كيفما طاب لكم 
بلا خوف على أعمالكم 
ولنا، كأخ، شرف خدمتكم. 
وأعلنوا الأمر بدءاً من هذا المساء. 
ولكن تعال الآن نتبادل عناق الأصدقاء. 

-أجاب الديك: أيها الصديق، 
لم يكن لي أن أتلقى خبراً ساراً كذلك الذي قلت، 
فهذا السلام سعادة مضاعفة أتلقاها منك أنت. 
ولكن، أرى عن بعد كلبي صيد قادمين، 
أظنهما لهذا الأمر مرسلين. 
يسرعا الخطى، 
وبعد لحظة سيصلانا. 
سأنزل لاستقبلاهما، لنتبادل القبلات معهما. 

-قال الثعلب: وداعاً، فإن نهاري شاق وطويل، 
وسنحتفل بهذا الأمر في مرة قادمة. 
فصعد الفصيح عالياً 
بصوته البديع صادحاً، 
الثعلب غير راض عن خطته، 
أما ديكنا نفسه فانتابه الضحك من خوفه؛ 
ذلك أنها لمتعة مضاعفة 
خداع المخادعٍ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق