من المعروف أن تناول الكحول قد يسبب لمتناوله أثاراً تمد من مجرد الشعور بخدر
بسيط إلى فقدان السيطرة الكامل على النفس، وأن الإفراط الزائد يستدعي الذهاب إلى المشفى وقد ينتهي الأمر بالموت. وفي كل الأحوال فإن الأمر يبدأ من مجرد شعور بالخفة والبهجة يمتد مع الاستمرار في الشراب إلى شعور بدوران الرأس والبدء بفقدان السيطرة على الحركة، وفقدان السيطرة على النفس والتفكير والتخبط في الحركة والكلام، ومع زيادة كمية الكحول فقد يترافق ذلك مع الاستفراغ أو النوم أو فقدان الوعي إلى غير ذلك من أوضاع مزعجة للجميع. فكيف يحدث أن يصبح الأمر كذلك مع تناول الكحول؟
تكمن المسألة في أن الكحول يحتوي على جزيء اسمه الإيثانول (صيغته الكيمائية: CH3CH2OH). وهو جزيء صغير جدا متنقّل يعبر بحرية جدار المعدة والأمعاء ويمرر إلى الدم، ليكون بعد ذلك حراً في الانتشار في الجسم كله بعد نحو نصف ساعة من تناول الكحول. ومع وصول الإيثانول إلى الدم ينتقل إلى الدماغ. وهنا تبدأ المشاكل. وكما هو معروف فإن الخلايا العصبونية، وهي المكون الرئيس للدماع، تتواصل فيما بينها عبر رسائل كيميائية صغيرة تحملها المشابك التي تصل العصبونات ببعضها. وعلى مستوى المشابك هذه يعمل الإيثانول، الذي يعوّق نقل الرسائل واستقبالها بشكل جيد بين العصبونات. أي أن الكحول يمنع الدماغ من القيام بعمله على نحو طبيعي ويسبب خللاً في تبادل المعلومات وتزامنها مما يؤدي إلى ظهور اضطرابات في السلوك وعدم السيطرة على الكلام وتعثر التفكير، خاصة إذا كانت كمية الكحول المتناولة أكثر مما يحتمل شاربها.
ولكن، لماذا يكون الشخص المخمور مرتبك الحركة؟ هنا يجب النظر في جهاز التوازن لدى الإنسان: الأذن الداخلية.
وهي عبارة عن بنية قوقعية، تعلوها مقابض صغيرة ، مدمجة في عظام الجمجمة. تمتلئ قنواتها نصف الدائرية بهلام وتتضمن أهداباً حساسة للغاية ترتبط بالجهاز العصبي. عندما نحرك رؤوسنا، يتحرك الهلام بتأثير الجاذبية وكذلك الأهداب، التي تنقل إلى الدماغ معلومات عن تسارع الرأس ودورانه. يفسر الدماغ هذه المعلومات ويعطي أوامر لإعادة وضع جسدنا إلى التوازن عند تقول هذه المعلومات بأن التوازن مهدد.
وبما أن الإيثانول يمر عبر جميع أغشية الجسم، فسيصل إذاً إلى الأذن الداخلية وينتشر في الهلام. وهنا يقلل الإيثانول من لزوجة الهلام ويغير في خصائصه الفيزيائية، ويجعله أكثر سيولة، أي قابلاً أكثر للحركة، وهذا ما يحرض الأهداب الصغيرة ويجعلها ترسل برسائل إلى الدماغ تعلن عن حركة. وسيظن الدماغ أن الجسم في حالة عدم توازن فيحاول إعادته إلى حالة التوازن، وهنا يظهر الشارب في حالة ترنح ويفقد السيطرة على حركته. ولكن هذه المعلومات لا تتفق مع الأحاسيس الأخرى (البصرية على سبيل المثال) وينتج عن ذلك الدوار والغثيان وصعوبة الحركة كما في حالة دوار البحر. وفي حال الإفراط في الشراب فقد ينتهي ذلك بالموت بسبب بالاختناق، ذلك أن الإيثانول يسبب شلل العصبونات التي تقوم بضبط عملية التنفس.
يعاني البعض (قلة قليلة) من أثر مشابه بدون تناول الكحول. وهؤلاء هم الذين تحتوي أمعاءهم على نسبة عالية من الخميرة التي تحول السكر الموجود في المكرونة أو البطاطس إلى كحول!... وقاكم الله من هذا المرض ومن شرّ الكحول.
بسيط إلى فقدان السيطرة الكامل على النفس، وأن الإفراط الزائد يستدعي الذهاب إلى المشفى وقد ينتهي الأمر بالموت. وفي كل الأحوال فإن الأمر يبدأ من مجرد شعور بالخفة والبهجة يمتد مع الاستمرار في الشراب إلى شعور بدوران الرأس والبدء بفقدان السيطرة على الحركة، وفقدان السيطرة على النفس والتفكير والتخبط في الحركة والكلام، ومع زيادة كمية الكحول فقد يترافق ذلك مع الاستفراغ أو النوم أو فقدان الوعي إلى غير ذلك من أوضاع مزعجة للجميع. فكيف يحدث أن يصبح الأمر كذلك مع تناول الكحول؟
تكمن المسألة في أن الكحول يحتوي على جزيء اسمه الإيثانول (صيغته الكيمائية: CH3CH2OH). وهو جزيء صغير جدا متنقّل يعبر بحرية جدار المعدة والأمعاء ويمرر إلى الدم، ليكون بعد ذلك حراً في الانتشار في الجسم كله بعد نحو نصف ساعة من تناول الكحول. ومع وصول الإيثانول إلى الدم ينتقل إلى الدماغ. وهنا تبدأ المشاكل. وكما هو معروف فإن الخلايا العصبونية، وهي المكون الرئيس للدماع، تتواصل فيما بينها عبر رسائل كيميائية صغيرة تحملها المشابك التي تصل العصبونات ببعضها. وعلى مستوى المشابك هذه يعمل الإيثانول، الذي يعوّق نقل الرسائل واستقبالها بشكل جيد بين العصبونات. أي أن الكحول يمنع الدماغ من القيام بعمله على نحو طبيعي ويسبب خللاً في تبادل المعلومات وتزامنها مما يؤدي إلى ظهور اضطرابات في السلوك وعدم السيطرة على الكلام وتعثر التفكير، خاصة إذا كانت كمية الكحول المتناولة أكثر مما يحتمل شاربها.
ولكن، لماذا يكون الشخص المخمور مرتبك الحركة؟ هنا يجب النظر في جهاز التوازن لدى الإنسان: الأذن الداخلية.
وهي عبارة عن بنية قوقعية، تعلوها مقابض صغيرة ، مدمجة في عظام الجمجمة. تمتلئ قنواتها نصف الدائرية بهلام وتتضمن أهداباً حساسة للغاية ترتبط بالجهاز العصبي. عندما نحرك رؤوسنا، يتحرك الهلام بتأثير الجاذبية وكذلك الأهداب، التي تنقل إلى الدماغ معلومات عن تسارع الرأس ودورانه. يفسر الدماغ هذه المعلومات ويعطي أوامر لإعادة وضع جسدنا إلى التوازن عند تقول هذه المعلومات بأن التوازن مهدد.
وبما أن الإيثانول يمر عبر جميع أغشية الجسم، فسيصل إذاً إلى الأذن الداخلية وينتشر في الهلام. وهنا يقلل الإيثانول من لزوجة الهلام ويغير في خصائصه الفيزيائية، ويجعله أكثر سيولة، أي قابلاً أكثر للحركة، وهذا ما يحرض الأهداب الصغيرة ويجعلها ترسل برسائل إلى الدماغ تعلن عن حركة. وسيظن الدماغ أن الجسم في حالة عدم توازن فيحاول إعادته إلى حالة التوازن، وهنا يظهر الشارب في حالة ترنح ويفقد السيطرة على حركته. ولكن هذه المعلومات لا تتفق مع الأحاسيس الأخرى (البصرية على سبيل المثال) وينتج عن ذلك الدوار والغثيان وصعوبة الحركة كما في حالة دوار البحر. وفي حال الإفراط في الشراب فقد ينتهي ذلك بالموت بسبب بالاختناق، ذلك أن الإيثانول يسبب شلل العصبونات التي تقوم بضبط عملية التنفس.
يعاني البعض (قلة قليلة) من أثر مشابه بدون تناول الكحول. وهؤلاء هم الذين تحتوي أمعاءهم على نسبة عالية من الخميرة التي تحول السكر الموجود في المكرونة أو البطاطس إلى كحول!... وقاكم الله من هذا المرض ومن شرّ الكحول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق