
وجد مثل هذا الطير لدى
معظم الشعوب القديمة. فالفرس كان لديهم طائر أسطوري يسمى السيمرغ أو الرخ، وللصينيين
طائر مماثل يسمى فونغهيوانغ. ولهنود أمريكا طائر الرعد، ولسكان أستراليا الأصليين
طائر المنكا. أما العرب فسموه العنقاء، واعتبروه من المستحيلات الثلاثة، مع الغول والخلّ الوفي.
والطير الفارسي
يمتاز بالرشاقة والخفة، وبكونه جوهر الأشياء والكائنات. وهذا الطير يجسّد الفكر
المناهض للمادة، ويجسّد داخل الإنسان، الأنا العميقة، النفس. وصفه فريد الدين
العطار في كتابه "منطق الطير" على شكل قصيدة مؤلفة من 4647 بيتاً، حيث
يبحث الطير عن ملكهم، والوصول إليه يتطلب المضي في رحلة اللقاء مع طائر السيمرغ
العجيب، رحلة صعبة محفوفة بالمخاطر، عليهم أن يعبروا فيها سبعة وديان تمثل درجات
الابتداء بالسمو الروحي. هذه الوديان هي وديان البحث والحب والمعرفة والاستقلال
والاتحاد والدهشة والانحلال. وهي رحلة طويلة تستغرق عدة حيوات يعجز عنها معظم
الطير، لذا يفضل جمهور الطير البقاء على هذه الأرض.
بقي أن نقول إن أصل
هذه الأسطورة غير معروف على نحو قاطع، إذ نجد جذوراً لها لدى الفراعنة، وجذوراً أخرى لدى
الفينيقيين، وغيرها لدى الإغريق بحسب ما وصفه هيزويد في القرن السابع قبل الميلاد،
ولم تستطع الدراسات اللغوية حتى اليوم الجزم بأصله بالرغم من اسمه phoînix ...
وأيا ما كان، فعلى كل إنسان محاولة التجدد على الدوام بناء على ما عاش ورأى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق