ولد إولاوداه عام 1745
في بيافرا، نيجيريا اليوم، وتوفي في كمبرديجشاير البريطانية عام 1797. ويعرف باسم
غوستاف فاسا (الأفريقي)، وهي اسم أعطي له سخرية من ملك السويد في تلك الأيام. كان
أولاوداه بحاراً وكاتباً بريطانيا عاش في المستعمرات البريطانية في أمريكا وفي
المملكة المتحدة. وهو أحد أهم الشخصيات التي ناضلت من أجل إلغاء الرق.
نشر أولاوداه في عام 1789 مذكراته بعنوان " The Interesting Narrative of the Life of Olaudah Equiano, or Gustavus Vassa the African, written by himself". التي بفضلها أمكن الحصول على شهادة مباشرة عن حياة الرقيق. يصف فيها الشرخ الباقي في نفسه عندما سلخ من عائلته صغيراً، وخوفه وهو طفل، وظروف حياة الرق البائسة. ولكن حياته كرجل حر مكنته من محاربة الرق، وهو ما اشتهر به وجعلت أحد الرسامين البريطانيين من الطبقة الغنية يرسم لوحة يظهر فيها بثوبه الأحمر والشعر المستعار على طريقة القرن الثامن عشر.، وفي هذا دليل على مكانة أحرزها هذا الرجل في زمانه.
يذكر أولاوداه بأنه اختطف وهو في
سن الحادية عشرة من قبل رجلين وامرأة من قبيلة معادية لقبيلته، الذين باعوه لتجار
الرقيق الأوروبيين، تجارة كانت رائجة منذ القرن السادس عشر بدأها البرتغاليون. ونقل
إلى أمريكا الوسطى، حيث اشتراه ضابط بريطاني. تنقل معه في أمريكا الشمالية ثم
بريطانيا، حيث تعلم مهنة البحارة أثناء خدمته لسيده البريطاني في حرب السنوات
السبع (حرب خاضتها المملكة الفرنسية والنمسا ودول أخرى ضد بريطانيا
وبروسيا(ألمانيا اليوم) من طرف آخر وذلك بين عامي 1756 و 1763، ودارت رحاها في
أوروبا والهند وأمريكا الشمالية). باعه الضابط لتاجر، ولكن أولاوداه اشترى حريته
عام 1766 مع بلوغه سن الواحد والعشرين (شرط التحرر) بمبلغ أربعين جنيهاً إسترلينياً.
وفي لندن أصبح أولاوداه
حلاقاً في عام1767. ولكنه عاود السفر في عام 1773 مع أحد علماء الطبيعة
البريطانيين إلى إنكلترا الجديدة (بعض ولايات شرق شمال الولايات المتحدة اليوم)
ومن ثم نيكاراغوا والمتجمد الجنوبي. وفي خلال رحلاته ولقاءاته يصبح أحد أهم شخصيات
عصره المدافعة عن إلغاء الرق. وقام بمساعدة العبيد السابقين على الاستقرار في
سيراليون وفريتاون.
لم يقترن نضاله دائماً
بالنجاح. ففي عام 1783 قام مع العالم البريطاني غرانفيل شارب، أحد أول البريطانيين
المدافعين عن إلغاء الرق، بمحاولة إيصال صوتهما للقاضي مانسفيلد بخصوص مسألة قيام
مالك سفينة كانت تنقل عبيداً في عام 1781 بإلقاء 132 منهم في عرض البحر. وذلك بحجة
منع إصابة ركاب السفينة الباقين من وباء ظن صاحب السفينة بأنه كان سارياً بين هؤلاء الأفارقة. ومالك
السفينة هذا مثل أمام القضاء ليس لأن دعوى ما رفعت ضده، وإنما هو من رفع دعوى للحصول
على تعويض من شركة الضمان لخسارته تجارته من الرقيق، وهو ما كان يحدث عند إصابة
الأحصنة مثلاً التي تنقل على ظهر السفن وتعرضها للموت بسبب المرض أو أي سبب آخر.
وبالرغم من جهود أولاوداه وشارب لإقناع القاضي بأن هؤلاء بشر وليسوا حيوانات، أصدر
القاضي حكمه الذي جاء فيه: "بالرغم من أن ذلك صادم، فإن حالة العبيد مماثلة
تماماً لحالة الأحصنة"... أي أن لا ذنب يقع على صاحب السفينة من إلقائه
بهؤلاء الأفارقة في البحر للتخلص منهم ولا جريمة، وفقاً لقوانين بريطانيا في ذلك
الوقت... انتهاكات مماثلة كثيرة تقع اليوم في أرجاء مختلفة من العالم بأسماء أخرى غير العبودية... عالم لا يزال الغباء إحدى صفاته الأكيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق