تشير الدراسات المختلفة إلى أن الإنسان
الحالي هو النوع الوحيد الباقي من أنواع البشر، أما الأنواع الأخرى فقد اختفت
تماماً، وإن تركت بعض من مورثاتها تتناقلها أجيال النوع الحالي. والإنسان الحالي
هو ما يسمى بالإنسان العاقل sapiens والبعض يميل لتسميته
بالكلمة اللاتينية مكررة للإشارة إلى الإنسان الحالي باعتباره الإنسان العاقل
المعاصر. وهذا الإنسان أصبحت له الكلمة الأخيرة على الأرض منذ نحو ثلاثين ألف عام.
أما وجوده فيمتد لنحو ثلاثمائة ألف عام أمضى جلّها في أفريقيا قبل أن يبدأ بغزو
العالم منذ نحو سبعين ألف عام.
والإنسان الثاني الذي عاصر إنساننا العاقل هو
ما يسمى بإنسان نياندرتال، وهي تسمية جاءت من اسم المنطقة الألمانية التي اكتشفت
فيها أول آثاره. وهو مشابه للإنسان الحالي مع اختلافات بسيطة. فهو وسطياً أقصر
ووزنه أكبر وهو صعب المراس، صنع الأدوات واستخدم النار. ولكن ما عرف عن تجمعاته
أنها كانت محدودة العدد ولم تكن له قدرة الإنسان الحالي على تجنيد القوى والعمل
الجماعي بأعداد كبيرة. وهذا ما أدى إلى تغلب الإنسان الحالي على إنسان نياندرتال
وساهم في انقراضه. وربما ساهمت عوامل أخرى في الانقراض مثل المناعة ونسب التزايد
الضعيفة. ولكن الكثير من المؤشرات تضع مهارة الإنسان الحالي كسبب رئيس في انقراض
إنسان نياندرتال بالرغم من تفوق هذا الأخير الجسدي والذي استخدمه في هزم الإنسان
الحديث مرات عديدة ولكن هذا كان أقدر على حشد قواته والتفوق عددياً على الآخر
وإفنائه. طبعاً لم يكونا في قتال مستمر دائم، وتنازعهما استمر لفترات طويلة بآلاف
السنين، تزاوجا خلالها وعبر ذلك بقيت بعض مورثات إنسان نياندرتال في الإنسان
الحالي.
أما النوع الثالث من البشر فهو إنسان
دونيسوفا الذي عثر على بقاياه في مغارة دونيسوفا في روسيا. عاش في منطقة وجد فيها
إنسان نياندرتال والإنسان المعاصر. والأرض التي عاش عليها تقع ما بين سيبيريا وشرق
جنوب آسيا. ولكنه مختلف من حيث المورثات عن الاثنين الآخرين، ولكن دراسة المورثات
الخاصة به وصبغياته تقول بأن له جد مشترك مع إنسان نياندرتال. تزاوج مع إنسان
نياندرتال ومع الإنسان المعاصر كما تدل على ذلك آثاره الوراثية لدى سكان أستراليا الأصليين
وبعض جزر المحيط الهادئ.
إنسان آخر هو إنسان فلوريس وهو نوع منقرض أيضاً
اكتشفت بقاياه عام 2003 في جزيرة فلوريس الاندونيسية. ويعود وجوده على هذه الجزيرة
إلى فترة تتراوح بين 20 ألف و 100 ألف عام خلت. تزاوج مع الإنسان المعاصر خلال
فترة دامت لعشرات آلاف السنين على جزيرة فلوريس نفسها ولكنه انقرض بسبب المنافسة
بينهما التي كانت لصالح الإنسان المعاصر. كان قصير القامة بين متر و 1.1 متر.
وكذلك كائنات عديدة معروفة في أماكن أخرى بأحجام أكبر. وعلى هذه الجزيرة عاشت
كائنات صغيرة عادة في مناطق أخرى ولكن حجمها تضاعف على هذه الجزيرة. أسباب ذلك
تحتاج إلى ورقة أخرى.
خلاصة القول إن الإنسان لم يكن نوعاً واحداً
فقط وإنما أنواع مختلفة نعرف بعضها اليوم. البعض سيقول هذا غير معقول. ولكن
لماذا توجد أنواع مختلفة من القطط أو الكلاب أو الأحصنة ومئات الأنواع من الأسماك ولا
نريد تصديق أن الإنسان الحالي هو واحد من بين عدة أنواع من البشر، وهو عليها الآن
لوحده لأنه تغلب على الأنواع الأخرى، وقد يتخلص من نفسه في عملية انتحار غير مدبرة وإنما بسبب إنكاره لنتائج أفعاله.
يمكن، لمن يريد، مشاركة هذه الورقة... مع جزيل الشكر
تبعاً للدراسات الجينيه المتقدمه فإن أحد الأسباب الرئسيه لبقاء الإنسان الحالي وأختفاء الآخرين فهو سرعه تكاثره وتوسعه فس الأرض بالنسبه للآخرين حيث أمتلأت الإرض به بسرعه أكبر من الأنواع الإنسانيه الأخرى.تحياتي
ردحذف