
أما
الأسباب البيولوجية فمردها إلى انتصاب الإنسان الذي كان منذ نحو 3.5 مليون سنة.
وهذا الانتصاب أدى إلى تقدم الحوض نحو الجهة الأمامية للجسم مما أدى بدوره إلى
تضيّق قناة الولادة ومن ثم جعلها أصعب مما كانت عندما كان يسير على أربعة. الأمر
الثاني يتمثل في أن الدماغ لدى الإنسان تطور في الحجم بنحو مرتين ونصف، وهو ما قاد
إلى زيادة في حجم الرأس ومن ثم زيادة صعوبة مرور الطفل في قناة الولادة وخروجه إلى
النور. هذه التغيرات لم تعرفها الكائنات الأخرى مما يجعل الولادة لدى الإنسان أصعب
مما هي لدى الكائنات الأخرى.
صغير الحصان بعد أقل من ثلاثة أسابيع على ولادته |
وفي
غير هذا، أو ربما للأسباب المذكورة سابقاً، فإن الإنسان هو على الأغلب الكائن
الوحيد الذي يضع أطفالاً غير مكتملين. فوليد الحوت الذي يبقى في بطن أمه ثمانية عشر شهراً يتابع حياته وكأنه كان هنا منذ الأزل. والحصان لا يستغرق سيره على قوائمه سوى
ساعات قليلة بعد ولادته، أما لدى الإنسان فالأمر يحتاج إلى سنة على الأقل. سنة تكتمل
فيها أشياء أخرى لديه، خاصة الحواس. فهو لا يرى من اليوم الأول
مثلاً، ويستغرق أمر تميزه للون الأحمر نحو شهر من الزمان، شهر كان في أسبوعه الأول
لا يرى لأكثر من 40 سم، وما يراه هو في المجال الرمادي بالرغم من تحديقه في وجهي
أمه وأبيه. وبلا الرؤية وبلا قوائم قادرة على حمله لا يمكنه المشي، ولكن وليد
الحصان يتجاوز ذلك بزمن قصير ويمشي في طريقه برفقة والدته التي لن يحتاجها للرضاعة
لفترة طويلة كما هو الحال عند الإنسان... وصغير الحصان لا يعرف "الأخوّة
بالرضاعة"، ولا يحب أمه بقدر ما هو الحال عند الإنسان، وإن كنّا لا نعرف مقياساً للحب.
يمكن، لمن يريد، مشاركة هذه الورقة ...مع جزيل الشكر
السلام عليكم ....
ردحذفأولا احترم وأقدر عمق التفكير وبالفعل الولاده عند الإنسان هي الأصعب
ولكن هي الوحيده التي تمنح قلوب كقلوب الأمهات مثلا فقلوب أمهات البشر دائمه الحب والعطف والحنان .....ولكن عند المخلوقات الأخرى سرعان ما تنتهي