بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 6 فبراير 2018

لافونتين... ببغاوان وملك وابنه


ببغاوان، أب وابنه،
يعيشان على موائد ملك وابنه،
اللذان جعلا من هذين الطائرين رفيقين.
فالعشرة تخلق صداقات مخلصة.
أحب الوالدان كل منهما الآخر،
وكذلك الابنان بالرغم من طيشهما،
واعتاد كل على الآخر،
يكبران معاً ويترافقان في الحياة.
كان ذلك شرف كبير للبغاء الصغير؛
فالولد أبوه ملك وهو أمير.

أكسبت الحديقة الأمير حب العصافير،
أحب دوريّاً جميلاً.

وذات يوم كان الخصمان يلعبان،
الدوري والببغاء الصغير،
وكما يحدث لليافعين،
تحول اللعب إلى شجار،
ضرب الببغاء الدوري بقوة بالمنقار،
فجرَّ الدوري جناحه المكسور،
وظن الجميع أن الموت حوله يدور،
فقتل الأمير الببغاء الصغير.

نما الخبر إلى الببغاء الكبير،
فبكى ألماً وحرقة،
صرخ يائساً بلا صدى،
أصبح الطائر الناطق في عداد الأموات،
فقد توقف عن الكلام،
ومن القهر والغضب،
فقأ عيني الأمير،
وإلى ذرى الشجر التجأ،
حيث تهوم الآلهة،
يتلذذ بانتقامه آمناً.

هرع الملك محاولاً اجتذابه.
عُد أيها الصديق، فهل من فائدة في العويل؟
لنضع الحقد والانتقام والأسى جانباً.
فأنا مجبر على الاعتراف،
بالرغم من عمق ألمي،
بأن الخطأ منا: فابني هو المعتدي.
ابني! لا. إنه القدر.
فقد كتب من أول الزمان،
بأن أحد أبنائنا سيموت،
وأن الآخر سيفقد البصر.
ليواسي كل منا الآخر، وعد إلى قفصك.

قال الببغاء: مولاي،
هل تظن أنه بعد هذا المصاب،
يمكن أن أوكل نفسي إليك؟
أنت بالقدر تدعي، 
وبالوعد ومعسول الكلام تحاول إغرائي،
وسواء أكانت السماء أم القدر،
من يدير الكون،
فإنه مكتوب بأني على ذرى الصنوبر،
أو في غابة سحيقة،
سأنهي حياتي بعيداً عما منه لا مفر،
وهو مجرد غضب أو كراهية،
أعلم أن الانتقام هو جزء من الملك،
لأنه يعيش كإله.
هل تريد نسيان هذه الجريمة:أظن ذلك؛

 ولكن من الأفضل لي فيما أعتقد
أن أتحاشى عيناك ويداك وعنك أبتعد.

مولاي وصديقي، إمض، فأنت تضيع وقتك؛
لا تحدثني عن عودة:
ففي الغياب شفاء من الضغينة،

ومن الحب كذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق