يوم الواحد والثلاثين من أيار هو اليوم العالمي
بدون تدخين، حيث يتوقف المدخنون في هذا اليوم عن التدخين تماماً، هذا طبعاً في
المناطق التي علمت بهذا اليوم والهدف منه. كان ذلك بمبادرة من المنظمة العالمية للصحة عام 1987 نظراً للعدد الكبير ممن يموتون سنوياً بسبب الدخان، والذي يقدر بنحو 5 ملايين سنوياً، وهو عدد يفوق ما تخلفه الحروب والكوارث الطبيعية من قتلى ودمار. ويحدث ذلك دون إثارة انتباه أحد.
وبهذه المناسبة قامت عدة جرائد عالمية بالتذكير بالأفكار الراسخة التي يمكن لها أن تساهم في جعل المدخنين المزمنين يعيدون التفكير في بلواهم:
وبهذه المناسبة قامت عدة جرائد عالمية بالتذكير بالأفكار الراسخة التي يمكن لها أن تساهم في جعل المدخنين المزمنين يعيدون التفكير في بلواهم:
1.
"إن خفضّت استهلاكي اليومي من السجائر ستنخفض الأخطار
الصحية". والواقع أنه
لا توجد عتبة يكون دونها احتمال الإصابة بالسرطان معدوماً. فالتدخين بين سيجارة
وأربع سجائر يومياً يترافق مع خطر أكثر بثلاث مرات ممن لا يدخن أبداً بالإصابة
بأزمة قلبية. ولا يوجد مدخن صغير ومدخن كبير، إذ تشير الدراسات إلى أن المدخن
يتضاعف الخطر لديه بالإصابة بسرطان الرئة بنسبة تتراوح بين 10 إلى 25 مرة أكثر من
شخص لا يدخن إطلاقاً!
2. "لا
فائدة من التوقف عن التدخين ذلك أن الهواء ملوث على نحو خطر". كشفت دراسة جرت عام 2005 أن جزيئات الهواء الدقيقة الناجمة
عن احتراق الوقود أو الغاز الطبيعي أو الفحم هي مسؤولة عن 5% فقط من الموت
بالسرطان، أما السجائر فهي المصدر الرئيسي لأمراض سرطان الرئة بحسب المركز العالمي
لأمراض السرطان، وهي مسؤولة عن 8 إصابات من 10 لدى الرجال و 7 من عشرة لدى النساء.
والباقي يأتي من تلوث الهواء أو من أوساط يوجد فيها الأميانط أو الزرنيخ أو الكروم
أو القار أو العمل بالقرب من مناجم اليورانيوم.
3. "بلغت
الخمسين عاماً وأصبح من المتأخر التوقف عن التدخين". يقارب وسطي العمر المأمول في أوروبا 85 عاماً للنساء وقرابة 80
عاماً للرجال، وبعد التوقف عن التدخين لفترة بين 10 و 15 سنة يكون للشخص المدخن
سابقاً العمر المأمول نفسه الذي لغير المدخنين. كما أنه بعد سنة من إطفاء آخر
سيجارة يتناقص احتمال الإصابة القلبية إلى النصف، كما أن احتمال الإصابة بسرطان
الرئة يتناقص إلى النصف أيضاً بعد خمس سنوات من التوقف عن التدخين.
4. "السجائر
الخفيفة "light" أقل ضرراً". يتكون مرشح، "فلتر"، هذه السجائر من مسامات
مكروية يمكنها التوسع أثناء التدخين لتمرر مزيداً من الهواء. كما أن كمية النيكوتين الموجودة
في السجائر الخفيفة لا تقل عن السجائر الأخرى، أضف إلى ذلك أن حاجة المدمن إلى النيكوتين
تدفعه إلى استنشاق كمية أكبر وحفظ للدخان في الرئتين لمدة أطول مما يجعل هذه
السجائر دون الفائدة المرجوة منها.
5. "سجائر
اللف "طبيعية" أكثر من السجائر الصناعية". تحتوي هذه السجائر على كمية أعلى من النيكوتين والقار
من جهة، ولكن الخطر الأكبر هو في إشعالها، ذلك أنها تحتوي على فراغات أكبر من
السجائر الصناعية مما يتطلب إعادة إشعالها مراراً الذي يحتاج إلى درجة حرارة أعلى تولد
دخاناً أكثر ضرراً. كما أن ورق السجائر المستخدم يمكن أن يكون أكثر ضرراً. وغير
ذلك فإن استنشاق هذا النوع من السجائر يكون أكثر قوة ولمدة أطول مما يجعل هذه
السجائر "الطبيعية" مماثلة لغيرها إن لم تكن أكثر أذى.
6. "من
الأفضل التوقف دفعة واحدة بدلاً من التوقف رويداً رويدا". وهذا ما بينته دراسة أجريت عام 2016 في جامعة أكسفورد،
فالتوقف دفعة واحدة أكثر استدامة من التوقف المتدرج. ولكن دراسة أخرى لم يظهر فيها
مثل هذا الفرق. ومن ثم فيمكن اختيار إحدى الحالتين إذ إن المهم هو التوقف نهائياً
عن التدخين.
7. "السجائرالإلكترونية هي ضارة بقدر السجائر العادية". لا تتوفر حتى اليوم معطيات علمية تؤكد الضرر القاطع
للسيجارة الإلكترونية، ولكن السجائر الإلكترونية لا تحتوي مواد ضارة مثل النيكوتين
أو القار أو غير ذلك. ولكن هناك أثار لمواد مسرطنة بتركيز أقل من تلك الموجودة في
الهواء الداخلي. طبعاً هذا لا يمنع احتمال العثور على مواد ضارة غير معروفة الآن
في السيجارة الإلكترونية.
8. "ممارسة
الرياضة تعوّض المخاطر المرتبطة بالتدخين". الواقع أنه لا شيء من هذا، ذلك أن التدخين يؤثر على
نظام التنفس ونظام الأوعية القلبية وكذلك العضلات. تهاجم العناصر المخرشة في
الدخان الوسط الرئوي، أما القار بما يحتويه من مواد مسرطنه فله أثر ضار بالنسيج والوسط
الرئويين. وهذه تهيّج الشعب الرئوية وتحدث السعال. يضاف إلى ذلك النيكوتين الذي
يحدث تقلصات في طرق التنفس عند كل استنشاق للدخان مما يقلل من القدرة على التنفس.
أضف إلى كل ذلك أن أول أوكسيد الكربون يؤدي إلى "اختناق" عضلات الرئتين
والقلب الذين لن يكونا قادرين على تحمل جهد كبير. فالعضلات التي ينقصها الأوكسجين
ستعاني من التشنج وتسبب الآلام.
9. "مخاطر
السجائر لا تمس إلا كبار السن". إحصائيات عام 2012 قالت بأن سرطان الرئة يصيب الرجال
بعمر وسطي 66 عاماً والنساء بعمر وسطي 65 عاماً. ولكن هذا لا يمنع وجود إصابات بين
الشباب. فمنذ سن العشرين يمكن ظهور هذا المرض، وهو خطر يزداد مع التقدم بالعمر.
وفي بلد مثل فرنسا فإن 34% من الوفيات لدى الرجال بأعمار تتراوح بين 36 عاماً و69
عاماً يعود سببها إلى التدخين، وهي تساوي 4% لدى النساء!
10. "الدخان
يعود بأموال أكثر للدولة مما يتكلفه الضمان الصحي". نشرت مؤسسة الضمان الصحي الفرنسية بيانات جاء فيها
أن عائدات الدولة من الدخان بلغت في عام 2013 نحو 11 مليار يورو. ولكن دراسة قام
بها اقتصاديون عام 2015 قالت بأن كلفة الدخان على المجتمع تصل إلى 122 مليار
يورو سنوياً، أي أن العجز يصل إلى 111 مليار يورو سنوياً، أي نحو ألفي يورو سنوياً على كل مواطن!!!
نرجو أن يكون كل ذلك مقنعاً للتخلي عن
السجائر....
معظم محتوى هذه الورقة مأخوذ من مقال نشرته جريدة لوفيغارو الفرنسية.