في هذا اليوم (27 آذار عام 2018)، يكون قد مضى على وفاة غاغارين خمسون سنة. كانت وفاته إثر تحطم طائرته نتيجة أخطاء برج المراقبة بالسماح بإقلاع طائرة في حين كانت طائرته في مرحلة التحضير للهبوط وكذلك المعلومات المنقوصة التي قدمها البرج له ولمرافقه التمرس في الطيران على متن الطائرة الحربية ميغ 15 كما بينت ذلك المعلومات التي تم الكشف عنها عام 2011.
ولد يوري غاغارين عام 1934 لعائلة تعمل في الزراعة عانت كثيراً من مآسي الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الحرب بقيت عالقة في ذهنه حادثة الطائرة الروسية التي هبطت في المنطقة التي كان فيها لتنقذ طياراً سقطت طائرته. تمكن الصبي من الصعود إلى تلك الطائرة وشرح لها قائدها كيف تعمل وكيف تطير. بعد الحرب العالمية قرر ترك القرية وأسرته والذهاب إلى موسكو عام 1949 بحثاً عن تأهيل يسمح له بالحصول على عمل. وفعلاً انتسب إلى معهد للميكانيك الزراعي، وبعد ثلاث سنوات في هذا المعهد انتسب إلى ناد لهواة الطيران، فذكرى طائرة الإنقاذ لا تزال في مخيلته. لكن الطيران استهواه جداً ورشحه مدربه للانتساب إلى الطيران الحربي عام 1955. وفي عام 1957 أصبح ملازماً طياراً مقاتلاً على طيارة ميغ 15 مع إعجاب مدربيه وأساتذته بقدراته الفيزيائية والذهنية.
وفي عام 1959 بدأت عملية انتقاء رائد فضاء للبرنامج السوفيتي من بين الطيارين الروس الشباب، الذين يجب أن يتحلوا بالشجاعة والصبر والمعرفة وتحمل تسارعات وتباطؤات كبيرة أثناء الإقلاع والعودة ليست متاحة لأي كان، وأن لا يزيد طوله عن 1.75 متر ووزنه عن 70 كغ وعمره أقل من الثلاثين. كان غاغارين بين أول 200 مرشح من أصل 3000، وفي الجولة الثانية كان من بين العشرين المنتقين، ثم كان واحداً من ثلاثة في آخر عملية انتقاء، لكن حجمه الصغير (طوله 1.58 م) وفطنته وتواضعه جعلته المرشح الأول. خضع لتدريب قاس وطويل لم ينته إلا مع انطلاق مركبته فوستوك1 في 12 نيسان عام 1961.
لم تكن التجارب التي أجريت على المركبة الفضائية فوستوك المأهولة (بالحيوانات) بالموفقة كلها، فقد نجحت تجربة واحدة بالكامل وانتهت تجربتان إلى نصف نجاح وفشلت تجربتان تماماً، أي أن فرصة نجاح غاغارين كانت لا تزيد عن 50%، وفي هذا مغامرة كبيرة، لكن الحكومة السوفيتية كانت تريد أن تظهر للعالم التقدم السوفيتي وأن ما يقال عن تخلف العالم الاشتراكي غير صحيح. كان رئيس البرنامج قلقاً جداً لدرجة أنه لم ينم على الإطلاق ليلة انطلاق المركبة الفضائية، أما غاغارين فقد كان مرتاحاً ونام نوماً طبيعياً واستيقظ باكراً للاستعداد للانطلاق. وهذا ما كان في الساعة التاسعة وسبع دقائق بتوقيت موسكو، ارتفع في هذه اللحظات عدد نبضات قلب غاغارين من 64 إلى 157 نبضة وصاح فرحاً: لقد انطلقت. أما رئيس البرنامج الذي سأل غاغارين عن حاله بعد عدة دقائق من الانطلاق، فأجاب غاغارين: حالي جيد، وأنت؟ ولكنه بدأ بالشعور بالضيق عندما أصبح تسارع المركبة خمسة أضعاف تسارع الجاذبية الأرضية. وفي غير هذا مضت الرحلة على نحو جيد تمكن خلالها غاغارين من الاستمتاع بمنظر الكوكب الأزرق وهو يراقبه من ارتفاع بلغ وسطياً نحو 327 كيلومتراً عن الأرض، وكذلك منظر السماء ونجومها عندما دخل في المنطقة الليلية للأرض، وذلك خلال تدوينه لمشاهداته وأحاسيس الطيران الفضائي.
لم تكن مرحلة العودة بالسهلة، فالتباطؤ كان بنحو عشر مرات التسارع الأرضي، وكذلك
حصلت بعض المشاكل ولكن هذا كله لم يمنع هبوط غاغارين بمظلته ليعود إلى الأرض في الساعة العاشرة وخمس وخمسين دقيقة، أي بعد رحلة استمرت 108 دقيقة فقط دار خلالها غاغارين دورة واحدة حول الأرض، دورة كانت كافية لتجعل منه نجماً بين نجوم العالم الذي زار العديد من دوله بعد رحلته الميمونة.
لم يعلن الاتحاد السوفيتي عن الرحلة إلا بعد نحو ساعة من انطلاق المركبة والتأكد من أنها في مدارها المقدر. كما أن أحداً من عائلته لم يكن على معرفة بهذه الرحلة، لا زوجته ولا أبواه. وعندما تلقت والدته الخبر عبر فلاحي القرية قالت: "ما الذي فعله وإلى أين هو ذاهب؟"... لم تكن أمه تعرف أن ابنها دخل التاريخ وأنه سيستقبل استقبال الأبطال في الساحة الحمراء... رحلة أغاظت الأمريكان فتعهدوا بأن ردهم سيكون الهبوط على سطح القمر.
ولد يوري غاغارين عام 1934 لعائلة تعمل في الزراعة عانت كثيراً من مآسي الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الحرب بقيت عالقة في ذهنه حادثة الطائرة الروسية التي هبطت في المنطقة التي كان فيها لتنقذ طياراً سقطت طائرته. تمكن الصبي من الصعود إلى تلك الطائرة وشرح لها قائدها كيف تعمل وكيف تطير. بعد الحرب العالمية قرر ترك القرية وأسرته والذهاب إلى موسكو عام 1949 بحثاً عن تأهيل يسمح له بالحصول على عمل. وفعلاً انتسب إلى معهد للميكانيك الزراعي، وبعد ثلاث سنوات في هذا المعهد انتسب إلى ناد لهواة الطيران، فذكرى طائرة الإنقاذ لا تزال في مخيلته. لكن الطيران استهواه جداً ورشحه مدربه للانتساب إلى الطيران الحربي عام 1955. وفي عام 1957 أصبح ملازماً طياراً مقاتلاً على طيارة ميغ 15 مع إعجاب مدربيه وأساتذته بقدراته الفيزيائية والذهنية.
وفي عام 1959 بدأت عملية انتقاء رائد فضاء للبرنامج السوفيتي من بين الطيارين الروس الشباب، الذين يجب أن يتحلوا بالشجاعة والصبر والمعرفة وتحمل تسارعات وتباطؤات كبيرة أثناء الإقلاع والعودة ليست متاحة لأي كان، وأن لا يزيد طوله عن 1.75 متر ووزنه عن 70 كغ وعمره أقل من الثلاثين. كان غاغارين بين أول 200 مرشح من أصل 3000، وفي الجولة الثانية كان من بين العشرين المنتقين، ثم كان واحداً من ثلاثة في آخر عملية انتقاء، لكن حجمه الصغير (طوله 1.58 م) وفطنته وتواضعه جعلته المرشح الأول. خضع لتدريب قاس وطويل لم ينته إلا مع انطلاق مركبته فوستوك1 في 12 نيسان عام 1961.
لم تكن التجارب التي أجريت على المركبة الفضائية فوستوك المأهولة (بالحيوانات) بالموفقة كلها، فقد نجحت تجربة واحدة بالكامل وانتهت تجربتان إلى نصف نجاح وفشلت تجربتان تماماً، أي أن فرصة نجاح غاغارين كانت لا تزيد عن 50%، وفي هذا مغامرة كبيرة، لكن الحكومة السوفيتية كانت تريد أن تظهر للعالم التقدم السوفيتي وأن ما يقال عن تخلف العالم الاشتراكي غير صحيح. كان رئيس البرنامج قلقاً جداً لدرجة أنه لم ينم على الإطلاق ليلة انطلاق المركبة الفضائية، أما غاغارين فقد كان مرتاحاً ونام نوماً طبيعياً واستيقظ باكراً للاستعداد للانطلاق. وهذا ما كان في الساعة التاسعة وسبع دقائق بتوقيت موسكو، ارتفع في هذه اللحظات عدد نبضات قلب غاغارين من 64 إلى 157 نبضة وصاح فرحاً: لقد انطلقت. أما رئيس البرنامج الذي سأل غاغارين عن حاله بعد عدة دقائق من الانطلاق، فأجاب غاغارين: حالي جيد، وأنت؟ ولكنه بدأ بالشعور بالضيق عندما أصبح تسارع المركبة خمسة أضعاف تسارع الجاذبية الأرضية. وفي غير هذا مضت الرحلة على نحو جيد تمكن خلالها غاغارين من الاستمتاع بمنظر الكوكب الأزرق وهو يراقبه من ارتفاع بلغ وسطياً نحو 327 كيلومتراً عن الأرض، وكذلك منظر السماء ونجومها عندما دخل في المنطقة الليلية للأرض، وذلك خلال تدوينه لمشاهداته وأحاسيس الطيران الفضائي.
لم تكن مرحلة العودة بالسهلة، فالتباطؤ كان بنحو عشر مرات التسارع الأرضي، وكذلك
مسار الرحلة كما يبدو من الأرض |
لم يعلن الاتحاد السوفيتي عن الرحلة إلا بعد نحو ساعة من انطلاق المركبة والتأكد من أنها في مدارها المقدر. كما أن أحداً من عائلته لم يكن على معرفة بهذه الرحلة، لا زوجته ولا أبواه. وعندما تلقت والدته الخبر عبر فلاحي القرية قالت: "ما الذي فعله وإلى أين هو ذاهب؟"... لم تكن أمه تعرف أن ابنها دخل التاريخ وأنه سيستقبل استقبال الأبطال في الساحة الحمراء... رحلة أغاظت الأمريكان فتعهدوا بأن ردهم سيكون الهبوط على سطح القمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق