بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 11 مارس 2018

لافونتين...السنديانة والقصبة




قالت السنديانة للقصبة: 

لك من الأسباب ما يكفي للومِ الطبيعة، 

فنفخة هواء هي عليك حملٌ وفجيعة، 

فأقل نسمة هواء مثل تلك التي 

بالكاد تجعل سطح الماء أجعداً 

تجبرك على خفض الذؤابة: 

في حين أن جبهتي 

لا تسعد فقط بحجب الشمس، 

وتصفق لعنف العاصفة، 

فكل شيء عليك صرصر عاتية، 

وكل شيء عليّ نسائم هانئة. 

ولدتِ في ظل الأوراق وبظلي أغطيكِ؛ 

فلم تتألمي إلا بالكاد وأنا من العاصفة أحميكِ؛ 

وغالباً ما تولدين على أطراف مملكة الريح الرطبة. 

إني أرى الطبيعة بحقك ظالمة. 

رحماك، أجابت القصبة، 

هذا من طيبة طبيعية؛ ولكن هوني عليك. 

فالريح لا تقلقني بأكثر منك. 

فإني أنحني ولا أنكسر. 

وأنت قاومت حتى الآن وظهرك لم ينحني: 

ولكن لننتظر النهاية. 

وما أن فرغت القصبة من قولها، 

حتى انطلق من الأفق أكثر المواليد رعباً، 

التي يمكن للشمال أن يحملها في أجنحته. 

السنديانة تقاوم، والقصبة تنحني؛ 

الريح تضاعف شدتها 

مقتلعة تلك التي تعانق السماء، 

وقدماها تلامس مملكة الفناء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق