يحدث أحياناً أن
نود القيام بعمل ما ولكن تحدث مفاجآت تمنع حدوث هذا العمل. فكم مرة دعونا شخصاً ما
لتناول فنجان قهوة أو ما شابه، ثم يصدف أننا فقدنا مفتاح البيت أو أن لا غاز في
البيت أو لا سكر أو لا قهوة أو ما شابه مما يضعنا في موقف حرج. ومثل ذلك يحدث في
حالات كثيرة. وقد شهدت يوماً الاستعداد لاستقبال وزير التعليم العالي والبحث العلمي
الفرنسي لأحد مخابر الروبوتيك (الإنسان الآلي). وكان من المفروض أن يقوم الروبوت
بإشعال سيجارة الوزير. أعيد التمرين مرات ومرات وكان كل شيء بأحسن حال. وعند وصول
الوزير وبعد حديث عن ضرورة دعم أبحاث الروبوتيك وآفاق هذا المجال في الصناعة، طُلب
من الوزير التقاط سيجارة وأعطي الأمر للروبوت بالتقدم لإشعال السيجارة، ولكنه لم
يفعل! ففي تلك اللحظة حدث عطل فني أجهض العملية كلها ليعلق الوزير على ذلك قائلاً:
لا بأس، إنه قانون مورفي!
العقيد ستاب الي أجريت عليه تجارب التباطؤ |
من هو مورفي؟ كانت
الولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي تقوم بأبحاث على أثر التباطؤ (عكس
التسارع) على جسم الإنسان يتعلق بالسبب في طرق رأس ركاب السيارة بمقدمة السيارة أو بمساند
المقاعد الأمامية عند تباطؤ السيارة بشكل كبير جراء اصطدام أو كبح شديد مفاجئ. وصنعوا
لذلك عربة تُدفع بصاروخ وتسير على سكة يمكن التخفيف من سرعتها بمكابح هيدروليكية.
ولقياس أثر التباطؤ اقترح المهندس "إدوارد مورفي "أن يكون ذلك بواسطة
محسّات كهربائية وضعت على جسم شمبانزي قبل أن يحل محله إنسان. وضع الشمبانزي في العربة التي أنطلقت بسرعة ومن
ثم جرى كبحها فجأة. ولكن المحسّات لم تعط أية نتيجة. وعند البحث عن السبب تبيّن أن
المحسات قد وضعها مساعد مورفي بشكل مقلوب. كانت التجربة عالية الكلفة ولكن لم تعط أية
خلاصة بسبب أمر بسيط! ومن هنا كانت، كما يقال، جملة مورفي الشهيرة "If that guy has any way of making a mistake, he will " التي
تعني أنه "إذا كان لها الرجل أدنى حظ في أن يرتكب خطأ، فإن هذا ما سيحدث".
وصار هذا القول مثلاً وإن كان هناك من يضعه بصيغ أخرى.
مثل هذا الأمر مفهوم وفق قوانين الاحتمالات.
فمفتاح الباب يمكن أن ننساه في مكان ما أو نفقده، ويمكن أن يحدث ذلك عند اصطحابنا
ضيفاً إلى المنزل، وهو احتمال أقل ولكنه احتمال ممكن. كما هو الأمر في حالة
الروبوت الذي يضم آلاف الأسلاك والدارات الإلكترونية، واحتمال أن يحدث خلل ما في
إحداها ممكن دائماً، بالرغم من ضعفه. كما يمكن أن يكون ذلك بسبب الارتباك، من شدة
القلق من ألا تسير الأمور كما يراد، فيحدث أن تسير الأمور كما لا يراد، مثل المغني
الذي يفقد صوته في اللحظة التي يهم بها بالغناء.
بقي أن نقول إن هناك دراسات كثيرة خاصة بهذا القانون، ومواضيع دراسية مثل موضوع "الوثوقية" تبدأ بهذا القانون كمقدمة. كما أن هناك نتائج عن هذا القانون/النظرية، مثل نتيجة فيناغل التي تقول: كل ما يمكن أن يكون سيئاً يحدث في أسوأ الأوقات"!... صحيح أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن...ولكن لا يجب تصديق كل ما يقال، ذلك أن هذا مجرد احتمال، قد يقع وقد لا يقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق