قد تبدو أسماء غرينلاند وآيسلاندا غريبة للكثيرين، فآيسلاندا (أرض الجليد) في الواقع جزيرة خضراء، أما غرينلاند (الأرض الخضراء) فهي بمعظمها مغطاة بالجليد.
هناك روايات عديدة تقول بأن هذه التسميات المضللة مقصودة وأن الهدف من التسمية كان تشجيع المستوطنين على القدوم إلى غرينلاند وتثبيطهم من الاتجاه إلى آيسلاندا، ولكن يبدو أن التغير المناخي قد يكون له دور في عدم مطابقة تسمية الجزر واقعها المناخي الحالي.
اكتشف الفايكينغ ايريك الأحمر Erik the Red غرينلاند عندما نزل بجنوبها الغربي في صيف ٩٨٢م فأطلق عليها اسم (الأرض الخضراء) لما وجده فيها من عشب أخضر وكان يهدف إلى تشجيع المستوطنين على القدوم إليها، وتشير دراسة الأحياء المدفونة في الجليد في غرينلاند أن الفترة الممتدة من ٨٠٠م - ١٣٠٠م كانت أكثر دفئاً بكثير من اليوم.
مع حلول القرن الرابع عشر، بدأت درجات الحرارة الصيفية بالانخفاض، وأدى هذا الانخفاض إلى تراجع المحاصيل وازدياد الجليد البحري مما دفع المستوطنين إلى هجر مستعمراتهم.
أما آيسلاندا، فإن الروايات تقول إن الفايكينغ Flóki Vilgerðarson الذي نزل بها عانى من حظ سيء عند قدومه إليها. فقد غرقت ابنته في طريقها إلى آيسلاندا، كما نفقت مواشيه جوعاً في فصل الشتاء. ولما صعد Flóki المكتئب والغارق في أحزانه رأس الجبل، نظر فلم ير أمامه سوى جبال جليدية ممتدة، ولهذا السبب أطلق على الجزيرة هذا الاسم.
تشير معطيات التغير المناخي الحالي إلى أن الذوبان السريع للصفيحة الجليدية لغرينلاند أدى إلى انخفاض درجات الحرارة في شمال الأطلسي وإلى تباطؤ في حركة تيار الخليج. وفي حال استمر وضع المناخ على هذه الحال فإن درجات الحرارة في آيسلاندا سوف تنخفض إلى حد كبير بينما سترتفع درجات الحرارة في غرينلاند وسوف تذوب الجبال الثلجية فيها بسرعة كبيرة. وقد تصبح أسماء الجزيرتين مطابقة لواقعهما بعد قرن أو قرنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق