إنه النحات الفرنسي الجنسية برونو كاتلانو،
المغربي المولد عام 1960، لعائلة صقلية. تعلم النحت في مرسيليا الفرنسية، وأقام
مشغلاً له في عام 1985. بدأ أعماله الفنية بالصلصال المشوي، ومن ثم عمل في إنشاء
التماثيل البرونزية. كانت بداية أعماله تقليدية، ولكنه في عام 2004 نحى منحاً آخر
مع تمثال خاص بالكاتب الفرنسي سيرانو (1619-1655).
عمل في تسعينيات القرن الماضي على
متن سفن ارتحلت في اتجاهات مختلفة، وكان لهذا الترحال والسفر أثره في بناء شخصيته
الفنية التي يصفها بالقول:
"إني دائم التنقل في عملي والبحث
والتعبير عن المشاعر. أخرج من جمود الأشكال القديمة لأمضي نحو أشكال جديدة سلسة
تتضمن حياة جديدة. تركت المغرب بحقائب مليئة بالذكريات تعبر عنها أعمالي. وهي لا
تتضمن الصور فقط ولكن أيضاً ما عشته ورغباتي: أصولي المتنقلة".
أطلق على أعماله اسم "المسافرون"، تماثيله تبدو
ممزقة كما لو أنها تركت جزءاً منها في المكان الذي بدأت رحلتها منه. تبدو متحركة
تتقدم نحو الأمام، كما لو أنها معلقة بخيط خفي، بيدها حقيبة. مصنوعة من البرونز
الذي يعبر عن قوة وهشاشة الإنسان. تعلو وجوهها كرامة واعتداد تظهره الأجسام التي
المتطاولة نحو المستقبل، وتثير لدى مشاهديها حلم المغامرة.
بقي أن نتساءل عن كيفية ربط هذه القطع من التماثيل والحفاظ عليها منتصبة، في الواقع والمجاز. يمكن التدقيق فيها لمعرفة كيفية توازنها في الواقع، وهو توازن هش. أما توازنها المجازي فهذا أمر يعرفه كل من سار طويلاً على طرق السفر، وتوازنه هش أيضاً ... فالطيور تمضي حياتها في السفر لتعود إلى موطن ولادتها في نهاية المطاف.
بقي أن نتساءل عن كيفية ربط هذه القطع من التماثيل والحفاظ عليها منتصبة، في الواقع والمجاز. يمكن التدقيق فيها لمعرفة كيفية توازنها في الواقع، وهو توازن هش. أما توازنها المجازي فهذا أمر يعرفه كل من سار طويلاً على طرق السفر، وتوازنه هش أيضاً ... فالطيور تمضي حياتها في السفر لتعود إلى موطن ولادتها في نهاية المطاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق