في هذا اليوم الأربعاء الخامس من تشرين الأول
أعلنت هيئة جائزة نوبل للكيمياء فوز كل من الفرنسي جان بير سوفاج (71 عاماً) والبريطاني
السير جيمس فرازر ستودارت (74 عاماً) والهولندي برنارد فرنغا (65 عاماً) لتصميمهم وتركيبهم جزيئات قادرة على الحركة بتأثير الطاقة الخارجية.
بدأ هذا العمل، بشكل منفصل ومتعاقب من
الثلاثة الذين لم يعملوا مع بعضهم للوصول إلى هذا الإنجاز. ففي عام 1983 بدأ الفرنسي وهو مدير
أبحاث في مركز البحوث الوطني الفرنسي يعمل في جامعة ستراسبورغ بالتساؤل حول
إمكانية التأثير في الترابط الجزيئي الذي يقوم على تبادل الإلكترونات الخارجية بين
الذرات المشكلة للجزيئات. وهذا الترابط هو من نوع الترابط القوي الذي لا يسمح للذرات
بالمرونة داخل الجزيئة. تمكن الفرنسي من إيجاد ترابط ميكانيكي للذرات لتشكيل
الجزيئات وهو ترابط يتصف بالمرونة، أي يجعل الذرات تتحرك وتتر ابط داخل الجزيئة
بالتأثير عليها طاقياً. ومن هنا بدأ البريطاني بتحويل الطاقة إلى حركة على المستوى
المجهري، أي أنه بدأ بالتحضير لصنع آلة مجهرية مؤلفة من جزيئات تتحرك باستهلاكها للطاقة، ووضع
بذلك الكثير من مكونات محرك الآلة المجهرية. وهذه الآلات المجهرية صغيرة للغاية من
أبعاد النانوميتر (واحد من مليون من الميليمتر، أي أصغر بمائة ألف مرة من ثخن
الشعرة). مصدر الطاقة إما حراري أو ضوئي. بعد ذلك يجب تجميع المحرك والتحكم بالحركة
واتجاهها وسرعة دوران المحرك وهذا ما فعله الهولندي. وبذلك أنجز الثلاثة سيارة
جزيئية.
قارنت لجنة نوبل للكيمياء هذا التطور بتطور
السيارات الأولى في القرن التاسع عشر. وقالت بأن هذه النتائج هي الخطوات الأولى
نحو تصنيع آلات قابلة للبرمجة على المستوى المجهري، ويمكن تصور ربوتات جزيئية،
وكذلك لواقط جزيئية وأنظمة تخزين للطاقة. وتطبيقات ذلك ستكون كثيرة في جسم الإنسان ولجسمه.
بقي أن نقول، إن منهج العلم يسمح للعلماء أن
يتابعوا عملهم بتناسق وتناغم حتى لو كانوا بعيدين عن بعضهم كما هو حال هؤلاء
الثلاثة. وهذه الجائزة هي الثالثة بعد جائزة الفيزياء والطب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق