المشمش هو فاكهة من أوائل فواكه الصيف،
شجرته صغيرة عموماً، واسمه اللاتيني هو Prunus
armeniaca أي الخوخ الأرمني. سماه الرومان praecoquum أي "الفاكهة المبكرة"، وهذه
التسمية جاءت إلى اللاتينية من اللغة الإغريقية حيث كانت تسمية المشمش praikókion. وعنهم أخذ العرب التسمية
"برقوق" ومنهم انتقلت التسمية إلى أهل إسبانيا فسموه albercoc، ومنها انتقل إلى باقي اللغات الأوربية تحت اسم
apricot في الإنكليزية و abricot
بالفرنسية.
أما أصل شجرته فهو من الصين، مثله مثل الدراقن، الذي
انتشرت زراعته فيها منذ قرابة ألفي عام انطلاقاً من شجرة برية تحمل ثماراً صغيرة
الحجم، وكذلك في بلاد شرقي آسيا واليابان. دخل إلى الشرق الأوسط في الفترة نفسها
عن طريق الفرس والأرمن (ومنه تسميته بالخوخ الأرمني) وانتشرت زراعته بوفرة في كل
من سوريا وتركيا واليونان وإيطاليا. ولم يعرف طريقه إلى قلب أوروبا حتى القرن
الخامس عشر. أما عن قيمته الغذائية فكل ثلاث حبات (نحو 100 غرام) تشتمل على 50 سُعيرة
حرارية، وعلى 1.5 غرام من البروتين وعلى 11.7 غرام من السكر ولكن قيمته كمضاد
للأكسدة كبيرة. وفي بعض المناطق تؤكل نواة بذرته، ولكن الإكثار من ذلك قد يسبب التسمم الذي قد يودي بصاحبه، بالرغم من استخدام هذه النواة في صناعة بعض الأدوية.
ينتج العالم اليوم قرابة مليوني طن سنوياً من
المشمش. في مقدمة الدول المنتجة لعام 2009 نجد تركيا بأكثر من ربع الإنتاج العالمي
(695 ألف طن)، تليها إيران (397 ألف طن) ثم أوزبكستان ثم إيطاليا فالجزائر
فالباكستان ففرنسا ثم المغرب (122 ألف طن).
وفيما يحكى أن الصليبيين عندما حاصروا مدينة
دمشق عام 1148 ولم يتمكنوا من احتلالها، وعادوا أدراجهم إلى معسكراتهم على الساحل
السوري. كان زملاؤهم يسألونهم عما توصلوا إليه من الحصار، فكان من شارك بالحصار
يقول: حصلنا على أعقاب الخوخ، وهو مثل دارج إلى اليوم في فرنسا يكافئ القول في
العربية "على خفي حنين". وكان ذلك لأن هؤلاء الجند أمضوا وقتهم في أكل
المشمش دون أن يخوضوا معركة بالمعنى الكامل، وإنما كانت تتآكلهم الفرقة
والكمائن التي نصبها لهم يومها جنود دمشق. واعتبروا وقتها أن المشمش هو خوخ إذ لم يكونوا على معرفة بالمشمش بعد.
بقي أن نقول إن العرب نسوا كلمة البرقوق
واستخدموا الكلمة الفارسية "المشمش"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق