هو اتحاد رياضي دولي خاص بكرة القدم المعروفة، وكرة قدم القاعات
المغلقة، وكرة قدم الشواطئ. تأسس في باريس عام 1904 بهدف إدارة وتطوير لعبة كرة
القدم عبر العالم. وكان لهذا الاتحاد اقتراح وتنفيذ بطولة العالم الدولية لكرة
القدم التي سميت كأسها باسم الفرنسي الذي طرح الفكرة، وهو جول ريمي عندما كان رئيساً للاتحاد بين
عامي 1920 و1954.
شارك في إقامة هذا
الاتحاد في بداياته كل من ألمانيا وبلجيكيا والدانمارك وإسبانيا وفرنسا وهولندا
والسويد وسويسرا. وبلغ عدد أعضائه 211 دولة في عام 2016. قسّم هذا الاتحاد تنظيمياً إلى ست
مجموعات قاريّة هي أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وأقيانوسيا
وآسيا. أصبح مركز الاتحاد الدولي في زيورخ السويسرية منذ عام 1932 بعد ان كان في
باريس وذلك لاعتبارات التسهيلات المالية ولكون القوانين السويسرية تناسب الجمعيات والاتحادات المدنية أكثر من القوانين الفرنسية. وهو في كل الأحوال، كما يعرّف عن نفسه، اتحاد
ليس لغايات ربحية.
يقوم هذا الاتحاد
بتنظيم كل مباريات كرة القدم، النسائية والرجالية، على المستوى العالمي والقاري، وهو
المعني بتحديد مكان إقامة هذه المباريات وتنظيمها والإشراف عليها، مالياً
وإدارياً، بكل ما يتضمن ذلك من أسعار البطاقات والدعايات وبيع حقوق البث التلفزيوني ومكافآت
اللاعبين والفرق الفائزة وغير ذلك. وهو يخضع لقوانينه الداخلية التي تراقبها
الهيئات السويسرية الخاصة بالجمعيات والاتحادات ولكن هذا لا يمنع من التلاعب
بالرغم من إعلان الاتحاد عن التزاماته الأخلاقية وريادته لحملات عالمية كثيرة تخص
علاج بعض الأمراض أو مقاومته لتشغيل الأطفال في بعض دول العالم. كيف لا، وهو بإمكانه أن يفعل
ذلك إذ بلغ احتياطي الاتحاد الدولي لكرة القدم 1.4 مليار دولار في عام 2013.
اضطر رئيسه السابق السويسري
"سب بلاتر" الذي ترأسه من عام 1998 وحتى نهاية 2015 للاستقالة إثر
فضيحة مالية وأمور أخرى لا تزال خفيّة. ومن بين الأمور التي تثير الشبهات مسألة انتقاء قطر وروسيا لاستضافة مباريات
كأس العالم لكرة القدم لعامي 2018 و 2022. كما بلغ حجم فضحية بيع بطاقات في
البرازيل عام 2014 التي ساهمت فيها شخصيات من الاتحادات القارية، قرابة 70 مليون
دولار. وهناك فضائح أخرى بدأ التحقيق فيها مع إفلاس شركة ترويج سويسرية تتعامل
الفيفا معها واكتشاف اختلاس أموال من قبل متنفذين في الفيفا نفسها بنحو 40 مليون
دولار. وفي آذار الماضي كشفت الفيفا عن رواتب بلاتر لعام 2015 التي بلغت 2.7 مليون يورو
إضافة إلى 400 ألف يورو تعويضاً عن وجوده في الاتحاد لمدة أربعين سنة خلت! كما
موّل الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2014 فيلماً بعنوان "أسطورة كرة القدم،
أو الشغف الجامع" يحكي قصة الفيفا عبر ثلاثة من رؤسائها وخاصة بلاتر. بلغت
كلفة الفيلم 28 مليون فرنك سويسري دفع الاتحاد منها 25 مليوناً ولم يحز الفيلم على
علامة أكثر من 2.8 من عشرة عند عرضه في مهرجان كان.
بقي أن نقول إن لهذا الاتحاد فضل توحيد قواعد لعبة كرة القدم التي كانت تمارس في كل دولة على نحو مختلف عن دولة أخرى، وحتى أحياناً في الدولة الواحدة نفسها. وأنه بالرغم من إمكانية التلاعب بأمور كثيرة في مجال اختصاص هذا الاتحاد فإن السلطة الرابعة ممثلة بالصحافة تقف له بالمرصاد وكذلك القضاء السويسري، وكذلك اللجنة الأخلاقية للفيفا التي عزلت بلاتر وكذلك اللاعب الفرنسي الشهير بلاتيني رئيس الاتحاد الأوربي لكرة القدم لتلقيه رشوة من بلاتر كانت وراء تحريك الكثير من القضايا المريبة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق