من المعروف أن السعودية بلد من بين البلدان
الحارة صيفاً وأن صيفها طويل، ولكن هذه الصورة ليست بالصحيحة دائماً وفي كل أرجاء
السعودية. فهي بالرغم من اشتمالها على صحراء الربع الخالي الأقسى في العالم، إلا
أن زراعات عديدة تزدهر فيها مثل البطيخ الأحمر في مناطق الحجاز القريبة من البحر
الأحمر وغيرها من المزروعات. كما أن بعض مناطقها هي مناطق اصطياف تماثل مناطق
اصطياف معروفة في بلاد الشام. ومن بين هذه المناطق تلك المتاخمة لليمن كمنطقة أبهة
مثلاً ومناطق أخرى مثل الطائف!


تقول الحكاية أنه لمّا استودع النبي ابراهيم
زوجته هاجر وابنه اسماعيل بجوار الكعبة وقفل عائداً إلى بلاد الشام، استجاب الله
لدعوته (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع... فاجعل أفئدة من الناس تهوى
إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. سورة ابراهيم، الآية 37) فأمر جبريل بقلع
قرية من قرى الشام بعيونها وأشجارها ونقلها إلى الأرض التي ترك فيها النبي إبراهيم
زوجته وابنه. امتثل جبريل للأمر وطاف بها بالبيت الحرام ووضعها حيث هي الآن... لذا
سميّت بالطائف!... أما أهل الشام من زوار الطائف فيؤكدون أن الطائف وما حولها تذكرهم
ببلادهم... وأيا ما كان، فقد كانت الطائف مقراً لسوق عكاظ الشهير، وفيها تم اتفاق
الطائف الشهير الذي أعلن انتهاء الحرب اللبنانية.